تحت عنوان "سارقو الأعياد"، نشرت "وجهات نظر" يوم الثلاثاء 02/01/2007، مقالاً للدكتور أحمد البغدادي. وبعد قراءتي لهذا المقال، أرى أن الكاتب يحلل الأمور من زاوية ضيقة تعبر عن وجهة نظر بعيدة عن الواقع، فالأحداث عند الكاتب تكون سيئة أو جيدة وفقاً لمعياره هو، وليس بالمعايير المتعارف عليها بين البشر الذين يميزون الحق من الباطل. وإذا كنت أتفق مع البغدادي بصفة عامة على أن هناك فئة مظلومة كونها تُحرم من الفرح في عالمنا العربي وهم الأطفال، إلا أنه عندما عرج على أسباب الاقتتال في العراق عزاها إلى شراذم الأصوليين و"البعثيين"، ونسي الاحتلال والطائفيين الذي يبدو أنه يغض الطرف عنهم. الكاتب لا يعتبر الاحتلال كارثة على العراق، بل يبرره من أجل الديمقراطية الموعودة، والتي أوصلت شراذم الطائفيين إلى حكم العراق، ويغض النظر عن حكومة العراق التي قسمت العراقيين إلى طوائف، وانتصرت لطائفة واحدة سلمتها مفاتيح الأمن وسمحت لها بأن تعيث الفساد في البلاد وتقتل وتسرق وتهتك الأعراض من دون حساب ولا عقاب. إنه لأمر مؤسف أن نرى اعوجاج الحال في العراق ونتخاذل عن قول الحقيقة. إن المثقف عندما ينتابه التعصب، لا يرى الطريق الذي يسير فيه. عندما يكون المثقف جزءاً من المشكلة، فإنه يتنازل عن لقبه ليصبح متطرفاً مثل غيره من المتطرفين في الرأي الذين لا يزيدون الوضع إلا تأزماً وظلاماً. حسين هرهره- أبوظبي