قرأت مقال "أميركا وسقوط نظريات الدومينو في الشرق الأوسط"، لكاتبه "روبرت ساتلوف"، وقد انطوى هذا المقال على معلومات قيمة، كما حمل استنتاجات في غاية الأهمية بالنسبة لمن ارتعدت فرائصهم خوفاً من حرب إسقاط نظام صدام حسين قبل نحو ثلاثة أعوام! والمقال بما فيه من معلومات واستخلاصات، مهم أيضاً لأولئك الذين يعتقدون أن الدولة الأعظم في العالم لا يمكن أن تسدد ضربتها خارج "الهدف الصحيح"، وأن خططها تجاه المنطقة العربية معصومة من أي وهم أو خطأ! يذكر الكاتب كيف كانت التقديرات الأميركية خاطئة، بل قاتلة، في حرب فيتنام، وقبلها في حرب كوريا، وبعدها في أزمة خليج الخنازير... لكنها كانت خاطئة بدرجة أكبر تجاه منطقة الشرق الأوسط حين بنت توقعاتها انطلاقاً من "نظرية الدومينو"؛ إذ قدرت أنه بمجرد القضاء على النظام العراقي السابق، فإن حمى "التغيير" الدراماتيكي ستسري في أوصال المنطقة العربية كلها، لتتمكن واشنطن من إعادة بناء هذا الجزء من العالم وفق هيكلية تلائم مشروع القرن الأميركي! نزيه محمد- الدوحة