دارفور... جرح عربي نازف، تتحرك له أميركا وأوروبا، وأيضاً أفريقيا إلى حد ما، لكن لا نجد أي اهتمام عربي رسمي بهذا الجرح العربي! والطامة الكبرى في جرح دارفور، أن ثمة عملية اختلاق وتدليس واسعة للأحداث والحقائق والأسماء... حول ما يجري داخل ذلك الجزء من السودان. وقد تولت جهات إعلامية واستخباراتية وتبشيرية... غربية، مهمة تأجيج الرأي العام الأوروبي والأميركي، حول فظاعات تصنعها القبائل العربية في دارفور، مصورة هذه القبائل وكأنه لا همَّ لها سوى القتل والتدمير والنهب والحرق والاغتصاب والتهجير... مقابل صورة للقبائل الأفريقية، أمعنت هذه الجهات الغربية في تعميمها، كما لو أن الأفارقة هم ضحايا "البربرية" العربية! ولعله مما يثير الانتباه هنا، أن قرار التهجير الجماعي بحق القبائل العربية في النيجر، قبل أسابيع من الآن، لم يحظَ بأي اهتمام إعلامي غربي، خلافاً لحفلات الضجيج والنواح المتواصلة حول "دارفور المعذبة"! فلصالح من يجري إشعال العداوات بين العرب والأفارقة؟ وإلى متى يظل الإعلام العربي سلبياً في قضايا عربية، وناقلاً لألوان التلفيق والدس والغش؟ محمد عوض- الدوحة