رغم ما يتكلفه المجتمع، سواء تمثل في أفراده أو على مستوى الدولة، من مصاريف مادية ومعنوية على المدرسة، فإن هناك من لا يعرفون الدور الحقيقي، مقوماته ومجاله وحدوده، لهذه المؤسسة الاجتماعية ذات الأهمية الاستثنائية. فكثير من أولياء الأمور يتخيلون أحياناً أنه على المدرسة أن تنجز كل شيء فيما يخص تأهيل وتربية الأطفال نيابة عنهم، بينما نجد آخرين، على العكس من ذلك، لا يجدون في المدرسة إلا آلة لتلقين معارف معينة فحسب! لكن الحقيقة هي أن المدرسة تمثل إحدى أكثر مؤسسات التنشئة الاجتماعية أهمية؛ ذلك أنه منوطة بها عملية نقل الثقافة والتراث الوطني من جيل إلى جيل، فبدونها تتبدد الهوية الثقافية للمجتمع وتضيع في الهوة الزمنية بين أجياله. كما أن من شأن ما تقدمه المدرسة للأجيال الشابة، أن يعبر عن خصوصية المجتمع، وخياراته الأساسية. وهي كذلك مرآة عاكسة لنظام القيم المجتمعية وما ينطوي عليه من معايير وتفضيلات وأنماط مرغوبة، حيث تتعلم الناشئة قواعد السلوك الصحيح ويتشربون القيم والمفاهيم الثقافية الوطنية... إن المدرسة باختصار هي الجسر التواصلي بين مكونات المجتمع، أفقياً بين فئاته وقطاعاته على اختلافها، وعمودياً بين أجياله وحقبه الزمنية المتفاوتة. سمية نوفل- دبي