زيارة "بابوية خطرة" إلى تركيا... والهاجس الأفغاني يخيم على قمة "الناتو" أصداء مصرع ألكسندر ليفتينينكو، الجاسوس الروسي السابق في لندن، والموقف في غزة، وقمة "الناتو"، وزيارة البابا بنديكت السادس عشر إلى تركيا... موضوعات نعرض لها جولة أسبوعية في الصحافة البريطانية. * "وراء القتلة: الحقيقة الكالحة بشأن روسيا بوتين": هكذا عنونت "الأوبزيرفر" افتتاحيتها يوم الأحد الماضي لتتناول أصداء وفاة الجاسوس الروسي السابق "أليكسندر ليتفينينكو" في أحد مستشفيات لندن على إثر تعرضه للتسمم بمادة مشعة. خطورة هذا الحادث تكمن، حسب الصحيفة، في أنه قد وقع في دولة ديمقراطية، وأنه ينقل إليها أساليب في القتل عرفت بها الاستخبارات الروسية، التي لا تتورع، في نظرها، عن قتل المعارضين من سياسيين أو رجال أعمال أو صحفيين. وعلى الرغم من خطورة الجريمة، فإن الصحيفة ترى أنها قد كشفت في الوقت نفسه عن حقيقة النظام الروسي، وعن مدى التدهور الذي وصلت إليه مسألة الحريات العامة وحقوق الإنسان في عهد فلاديمير بوتين. الدولة في روسيا هي التي تتحكم في أجهزة الإعلام، وأي شخص يرغب في الحديث بحرية يمكن أن يتعرض لمخاطر جمة، كما أن الصحفيين يعرضون أنفسهم للسجن أو للقتل إذا ما تمادوا في انتقاد السلطات. أما البرلمان فهو يعقد جلساته ولكنه لا يفعل شيئاً لصالح المواطن، كما أن الحراك السياسي قد تحول إلى ركود سياسي، وفي الوقت ذاته تقوم جوقة الإعلام الموجه من قبل الدولة بالترويج لنمط جديد من "عبادة القوة،" وكراهية الأجانب، مما أدى إلى تنامي حوادث العنف العنصري. والأخطر من هذا كله بحسب الصحيفة أن العدالة في روسيا أصبحت تمارس بشكل انتقائي من أجل خدمة أصحاب المصالح السياسية والاقتصادية. * "على حماس ألا توفر الذرائع لإسرائيل": اختارت "الديلي تلغراف"، هذه العبارة عنواناً لافتتاحيتها يوم الاثنين الماضي، لتشيد بالتصريح الذي أدلى به "إيهود أولمرت"، وقال فيه إنه يتمنى أن "يصمد السلام مع الفلسطينيين.. وأن يمتد إلى الضفة الغربية، وأن يقود في النهاية إلى سلام دائم". ودعت الصحيفة حركة "حماس" إلى عدم القيام بما من شأنه إثارة الغضب الإسرائيلي مجدداً حتى لا يدخل الطرفان في دورة جديدة للعنف تتمثل في مواصلة الفلسطينيين لإطلاق الصواريخ على إسرائيل وإقدام الإسرائيليين بعد ذلك على شن هجمات انتقامية على من يعتبرونهم مسؤولين عن ذلك. وأعربت الصحيفة عن تشككها في استمرار وقف إطلاق النار وذلك بسبب تعدد المنظمات المقاتلة وتعدد الأجنحة المتصارعة داخل كل منظمة وعدم مركزية القرار الفلسطيني، مما يجعل الإسرائيليين يرددون دائماً أنهم لا يجدون من يتفاوضون معه من بين الفلسطينيين. وتشير الصحيفة إلى أن الكوادر الفلسطينية تتجاهل أحياناً ما تتفق عليه القيادات وهو ما يتبدى في الوقت الراهن في استمرار إطلاق الصواريخ على رغم إعلان الرئيس الفلسطيني أنه قد أمر بنشر قوات لفرض وقف إطلاق النار. وتعتبر الصحيفة أن الدور المصري من أجل إقناع المنظمات الفلسطينية بالتوقف عن إطلاق الصواريخ وإتاحة المناخ اللازم للمفاوضات مهم للغاية، وأن مصر يجب أن تقوم به باعتبارها الدولة العربية الأكثر تأثراً بالأوضاع في غزة. *"الهاجس الأفغاني يخيم على أجواء قمة الناتو": كانت هذه الخلاصة التي توصلت إليها افتتاحية "التايمز" يوم أول من أمس الثلاثاء، والتي تناولت قمة "الناتو" التي افتتحت في العاصمة اللاتفية "ريجا" والتي بدا واضحاً أن موضوعها الرئيس المهيمن على فعالياتها هو كيفية الاستجابة للتحديات التي تواجه قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، والتي تتعرض في الوقت الراهن إلى موجة من الهجمات من قوات "طالبان" التي أعادت تنظيم نفسها وعادت إلى العمل بقوة غير متوقعة حالت بين قوات الحلف وبين تحقيق أهدافها المعلنة ومنها الهدف الخاص بمد سلطة الحكومة الأفغانية خارج كابول. وتوقعت الصحيفة أنه سيكون هناك في المؤتمر تجاذبات وخلافات بسبب إحجام بعض الدول الكبرى عن المساهمة بأعداد إضافية من القوات. فباستثناء الأميركيين والبريطانيين والكنديين والدانمركين فإن الدول الأوروبية الكبرى الأعضاء في الحلف تحاول المماطلة في إرسال القوات، ومن يوافق فإنه يحاول أن يشترط عدم إرسال تلك القوات للقتال في الجنوب. وترى الصحيفة أن الدول التي ستكون أكثر تجاوباً مع طلب إرسال مزيد من القوات هي الدول المنضمة حديثاً للحلف في وسط وشرق أوروبا، وأن ذلك الموقف نابع من أن تلك الدول تنظر إلى حلف "الناتو" باعتباره الدرع الواقي، الذي يمكن أن يحميها من عودة أشباح الماضي وخصوصاً على ضوء السياسات الخشنة التي تتبعها روسيا في الساحة الدولية، والتي ترى تلك الدول أنها تمثل تهديداً متجدداً لها هي بالذات. *"زيارة خطرة قد تحمل في طياتها أملاً": رددت "روث جليدهيل" في مقالها المنشور في عدد "التايمز" المنشور أمس، سؤالاً حير كثيرين وهو: ما الذي يدفع البابا "بنيديكت السادس عشر" بابا الفاتيكان إلى القيام بزيارة إلى تركيا في هذا الوقت الذي تشهد فيه العلاقة بين الغرب والمسلمين توتراً كان هو نفسه سبباً من أسبابه. وتتساءل الكاتبة هي الأخرى عن سبب إصرار البابا على القيام بتلك الزيارة على الرغم من التحذيرات التي وجهها الكثيرون من مغبة القيام بهذه الزيارة في هذا الوقت. وترى الكاتبة أن الزيارة ستثير حساسيات البعض الذين يرون أن تركيا ما كان يجب أن تسمح للبابا بزيارتها، حتى لو كان الرجل قد عبر عن تأييده لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع بعد أن كان يعارض ذلك من قبل. كما أن اختيار البابا لتركيا تحديداً لزيارتها يهدد الشخصية العلمانية للدولة التي أسسها كمال أتاتورك. وعلى الرغم من خطورة الزيارة ورفضها من جانب قطاعات من الأتراك، فإن الكاتبة ترى أن إقدام البابا عليها يعد بدرجة دليلاً على إخلاصه فيما كان يقوله من أنه رجل يهدف إلى تعزيز الحوار بين الغرب وبين الإسلام، ولعل الرجل الذي اتهمه المسلمون بالإساءة لدينهم قد يكون في النهاية هو السبب في تسهيل انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي لإثبات أن الإسلام والكاثوليكية يستطيعان التعايش معا جنباً إلى جانب في القرن الحادي والعشرين. إعداد: سعيد كامل