عام 2006 هو عام التحوّل السياسي في دولة الإمارات بامتياز، واحتفالات الذكرى الخامسة والثلاثين لإطلاق اتحاد دولة الإمارات على يد المؤسس الراحل، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد، تتوافق مع احتفالاتنا بالعرس الانتخابي، والحراك السياسي الذي تشهده الدولة، لتتوّج به ومن خلاله منظومة النجاح التنموي في مختلف القطاعات والمجالات. إن حالة اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم، وبعد مرور خمسة وثلاثين عاماً باتت موضع فخر لأبناء هذه الأرض الطيبة جميعهم، فالكل يفتخر بإنجازات الدولة الفتية، ويفتخرون كلّ الفخر بالوالد الراحل الشيخ زايد -رحمه الله- الذي أمسك بدفّة السفينة الاتحادية منذ إبحارها في الثاني من ديسمبر 1971، وقادها بوعي سياسي استثنائي ما زال -وسيظلّ- موضع إعجاب العالم أجمع. في احتفالات وطنية بحفاوة ذكرى تأسيس الدولة، قد يكون الحديث عن الأرقام والإحصاءات أمراً تقليدياً وشائعاً ومتداولاً، ولكن ما لا يقلّ أهمية عن استعراض الإنجازات التنموية التي تبدو واضحة للعيان، هو استقاء الدروس من سنوات مرحلة البناء الصعبة، وشحذ الطاقات والهمم من أجل الاستعداد لخوض تحديات مرحلة التمكين، بعد أن تكرّس موقع دولة الإمارات في صدارة الأمم والشعوب والناهضة. إن اتحاد دولة الإمارات، وهو يطوي صفحته الخامسة والثلاثين، يؤكد مجدداً أن ما تحقق على مدار السنوات والعقود القليلة الماضية، لم يكن مجرد مصادفة، ولا مرحلة استثنائية في تاريخ دولتنا، فالإنجاز والطموح والمبادرة والإبداع والتقدم والتنافسية والتطوير والبحث عن الفرص... صارت مفردات تتصدّر قاموس الحياة اليومية، وصار النجاح رديفاً لكل عمل أو إنجاز تنموي يولد على هذه الأرض الطيبة. إن حالة الاتحاد الآن تؤكد أن دولتنا باتت أكثر نضجاً وتماسكاً، وتحوّلت إلى نموذج على صُعد شتى، أبرزها الإدارة الرشيدة، وحسن توظيف الثروات، وترتيب الأولويات، وانتقاء النهج السياسي والاقتصادي الأمثل، وها نحن نتوّج ذلك كله بالمضيّ في توسيع المشاركة السياسية، وقطع الخطوة الأولى ضمن برنامج تحوّل سياسي متدرّج. مسيرة نجاح الاتحاد لا تخلو بالتأكيد من تحديات مستقبلية، كما لم تكن في سنواتها الخمس والثلاثين الماضية مفروشة بالورود، بل كانت الجهود الشاقة، والتخطيط السليم، وقود روّاد الاتحاد ومؤسسيه، في تجاوز العقبات والتغلب على التحديات، التي تمثل قرينة لكل عمل جادّ، بل هي أحد محفّزات نجاحه، فحلاوة النجاح تغري ببذل الجهد وشحذ الهمم، وتغري الإنسان بما هو آتٍ سعيد. وإذا كانت هذه ملامح رحلتنا مع الماضي، فإن شغفنا بخوض تحديات المستقبل لن تكون أقلّ حماساً وولعاً بتحقيق مزيد من النجاحات والآمال والطموحات. رحمة الله على صانع الفرحة في قلوب أبناء هذه الأرض الطيبة، وتحية إلى مَنْ قاد سفينة الاتحاد بالاقتدار والحكمة ذاتها، لتتواصل مشاعر الفخر والحبور، وتتعمّق مشاعر الانتماء والولاء، وتتكاتف القلوب قبل الأيدي، وكل عام وقيادتنا الرشيدة وشعبنا الوفيّ بخير... وكل عام ونحن نعيش تحت سماء الاتحاد ونقطف ثماره ونواصل البناء ونترجم الأحلام ونطمح إلى المزيد... وكل عام وإمارات الخير تمدّ أياديها البيضاء، وتنشر الحب والتسامح... وكل عام وأنشودة العطاء تتواصل في مختلف جنبات هذا الوطن الجميل... وكل عام وقيم الاتحاد وروحه تنمو في الصدور... وكل عام وحالة الاتحاد تحلق من رقي إلى رقي... وكل عام واتحادنا عنوان فخر ومرفأ ولاء وانتماء. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.