من يقرأ التقرير المعنون: "نازحو دارفور... مأساة إنسانية تتجدد" المنشور هنا يوم الأحد الماضي، لكاتبته إرين مازورسكي، يشعر بأن الكاتبة مُلتاعة بشكل شديد نتيجة تأثرها بمعاناة لاجئي دارفور. وهذا موقف إنساني جميل، وإن كانت هي قد تجاوزت به حدوده المقبولة من خلال دعوتها للتعدي على سيادة السودان بزعم مساعدة أولئك الضحايا. ولكن هذا الشعور الإنساني كان سيصبح أجمل بكثير لو أن الكاتبة أو غيرها من مدعي الدفاع عن حقوق الإنسان في أميركا والغرب عموماً امتلكت الشجاعة للتنديد ولو عرَضاً، وبلغة الكناية، بالجرائم العلنية والمجازر الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، جهاراً نهاراً، ومباشرة "على الهواء" على الفضائيات. إن نفاق أدعياء الدفاع عن حقوق الإنسان، هو ما يجعل كثيرين يشعرون بأنهم يمارسون انتقائية مكشوفة، ولا يسعون سوى للدفاع عن أجندات خفية ومبيَّتة خاصة بهم، ولا علاقة لها بحقوق الإنسان. عبدالعظيم المكي - الخرطوم