قرأت المقال الذي كتبه الدكتور سعد بن طفلة العجمي هنا يوم السبت الماضي تحت عنوان: "الحِجاب والإرهاب"، وأكثر ما لفت نظري فيه هو هذا الربط الذهني غير المبرر في العنوان بين موضوعين لا علاقة بينهما، لا من قريب ولا من بعيد، ألا وهما الحِجاب والإرهاب. فالإرهاب جرْم وفساد في الأرض وظلم وعدوان على النفس وعلى الغير وعلى الصالح العام للمجتمع الإنساني. أما الحِجاب فهو شأن شخصي، يخص صاحبته، ولا ينال من حقوق الآخرين ولا من مصالحهم. فإذا غطَّت امرأة ما رأسها في "ميترو" إحدى العواصم الأوروبية فلا أحسب أن هذا يؤثر على الآخرين داخل "الميترو" أو ينال من حقوقهم المشروعة. هذا عن الحجاب الذي يغطي رأس المرأة وهو الواجب شرعاً في الإسلام، وأما النِّقاب الذي يغطي الوجه بالكامل فهذا شأنه مختلف، ويستحسن عدم اعتماره خاصة بالنسبة للمرأة المسلمة التي تعيش في الدول الغربية، أو التي تقود سيارة مثلاً. ومثلما حرَّف الإعلام الغربي تهمة "الإرهاب" ووسع دلالتها لتصبح فضفاضة وقابلة لأن تلقى على كل مسلم، مهما كان بريئاً ومعتدلاً، يحاول هذا الإعلام اليوم تضخيم قضية الحِجاب وجعلها مطيَّة أخرى لتشويه سمعة الإسلام، وتقديم المسلمين على أنهم لا يستطيعون التعايش مع الآخر، ومن ثم لتقليل فرص الاندماج أمام الجاليات المسلمة في الدول الغربية، تمهيداً ربما لطردها نهائياً. ولكن حتى الغربيون أنفسهم يعرفون أنه لا علاقة بين الحجاب والإرهاب، وشتان ما بين الموضوعين. عادل محمود - الشارقة