كتب الكثير جداً حول الأيديولوجيا، سواء كمفهوم ومصطلح، أو كاتجاهات بذاتها متعينة، لكن رغم ذلك فإنه كثيراً ما وقع البعض في شرك الخلط أو الالتباس بشأن هذا المفهوم. تمثل الأيديولوجيا "حجاباً" على العقل، باعتباره منظومة الأفكار والقيم والمعايير... التي نرى من خلالها العالم وعلاقاته الداخلية، ومن ثم فإنه بهذا المعنى ما من شخص إلا ويحمل معه أيديولوجية يعقِل من خلالها العالم ويحكم على الأشياء. ورغم ذلك فقد أصبحنا في السنوات الأخيرة نرى البعض يميز بين أشخاص أيديولوجيين وآخرين غير أيديولوجيين، ويقصدون بذلك ذوي المنطلقات البراغماتية. لكن لنلاحظ هنا أن أشخاص الفئة الأخيرة هم أيضاً أصحاب أيديولوجية "ذرائعية"، ترى في المنفعة، الفردية غالباً والعامة نادراً، معيار الحقيقة والصدقية. وفي ظل التشوهات التي أصابت مفهوم الأيديولوجيا، لأسباب كثيرة ليس هذا مقام شرحها، أخشى أن يجر نبذ الأيديولوجيا من طرف نخبنا العربية، إلى الوقوع في أسوأ أيديولوجية، أي البراغماتية الفجة واللاإنسانية! عادل محمود - الشارقة