لم أستوعب سر التأكيد المتكرر في مقال "الحِجاب والإرهاب"، والمنشور على هذه الصفحة يوم السبت الماضي، لكاتبه الدكتور سعد بن طفلة؛ على اختلافه مع الدعوة التي طرحها وزير الثقافة المصري فاروق حسني لنزع الحجاب، إلا بعد ما أتممت قراءة المقال حتى آخره. فالكاتب الذي لا يجد فرقاً بين أن تخرج ابنته متحجبة أو سافرة الرأس، لا يرى أيضاً في الدعوات المنادية بالحشمة ولبس الحجاب، أو في الآراء التي ردت على الوزير وفندت ربطه بين الحجاب والتخلف... لا يرى في كل ذلك إلا إرهاباً، أو "طالبانية" جديدة، أو دعوة لعودة الدولة الدينية... وهي مترادفات متكافئة في نظره، ويحل بعضها محل بعض آخر! هنا يحق لنا أن نسأل الدكتور سعد: من الذي بدأ بتسييس الحجاب، وحوّله من مسألة خيار شخصي بحت، إلى مجال عام تتدخل فيه الدولة بأجهزتها ووسائلها؟ ومن الذي تصرف خارج أطر الشرعية والقانون ومبادئ شرعة حقوق الإنسان، ليشن حرباً على الحجاب؟ ومتى كانت ثمة علاقة بين الحجاب، وهو فرض ديني إجماعي ثابت، ورمز للحشمة والعفة والالتزام الأخلاقي... وبين ما يسوقه الكاتب من نعوت تبدأ بالإرهاب ولا تنتهي إلا عند "القاعدة" و"طالبان"؟ هكذا إذن، فالقول بأن الحجاب يمثل "عودة إلى الوراء"، هو في نظري، أمر أهون بكل المقاييس، من أجواء الحرب والتطرف والدم والقتل... التي صورها مقال الدكتور سعد! فهل إلى هذا الحد إذن تفككت معايير أحكام الثقافة العربية وانقلبت؟ نادر المؤيد - أبوظبي