رسالة" أميركية إلى دمشق... و"الاستخدام المزدوج" ثغرة خطيرة في مهمة "الوكالة الذزية" أصداء وفاة "اليكسندر ليتفنينكو"، الجاسوس الروسي مسموماً في لندن، والاستخدام المزدوج للتقنيات النووية مصدر قلق لوكالة الطاقة الذرية، وتداعيات اغتيال بيار الجميل، وإنجازات عالمية محدودة في مكافحة الإيدز...قضايا نعرض لها ضمن إطلالة أسبوعية سريعة على الصحافة الأميركية. "من روسيا... مع السم": اختارت "لوس أنجلوس تايمز" هذه العبارة عنواناً لافتتاحيتها يوم أول من أمس السبت، لتعلق على وفاة "أليكسندر ليتفنينكو"، الجاسوس الروسي الذي أصبح معارضاً للكريملن، والذي لقي حتفه مسموماً يوم الخميس الماضي في لندن. الصحيفة استنتجت أن أصابع الاتهام تشير إلى أجهزة الأمن الروسية. وحسب الصحيفة، كان "ليتفنينكو"، منذ سنوات، شوكة في حلق الكريملن؛ ففي عام 1998 ادعى أن رئيسه في جهاز الخدمة السرية أمره بقتل "بوريس بيرزوفسكي" رجل الأعمال الروسي المعادي للكريملن، وسبق له أن أعلن مع أربعة من عملاء جهاز الخدمة السرية الروسي أن الجهاز الأمني الذي حل محل الـ"كي. جي بي" يتسم بالفساد وضالع في عمليات خطف وقتل وتعذيب، وفي روسيا عادة ما يتم سجن من يطلق هذه الاتهامات، لكن "ليتفنينكو" طلب عام 2001 حق اللجوء السياسي إلى بريطانيا، ومن هناك ألف كتاباً اتهم خلاله أجهزة الأمن الروسية بتفجير أحد المباني الحكومية في موسكو وإلصاق التهمة بالمقاتلين الشيشان لإيجاد ذريعة لشن الحرب الثانية على الشيشان، وقبل تسممه سعى إلى التعرف على هوية منفذ عملية اغتيال الصحفية الروسية "أنا بوليكوفسكايا" المعارضة للرئيس بوتين، "ليتفنينكو" كان معتقداً أن هذه الصحفية قد قُتلت بأمر من الرئيس الروسي. "إيران ومفاعل آراك": هكذا عنونت "نيويورك تايمز" افتتاحيتها يوم الأربعاء الماضي، مشيرة إلى أنه لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية مهمة مثيرة للجدل، فمن المفترض أنها تعزز الاستخدام السلمي للطاقة النووية في حين عليها أن تمنع انتشار الأسلحة النووية. المشكلة إذن تكمن في أن بعض الاستخدامات السلمية للتقنيات النووية يمكن أن تستغل وبسهولة في إنتاج سلاح نووي. معضلة الاستخدام المزدوج للتقنيات النووية عادت إلى الواجهة مجدداً، عندما اجتمع مجلس إدارة "الوكالة" في فيينا للبت في ما إذا ما كان يتعين على الوكالة تقديم المشورة التقنية لإيران حول طريقة استكمال عملية البناء في مفاعل نووي يعمل بالماء الثقيل قرب مدينة "آراك". وحسب الصحيفة، فإن إيران تقول إن هذا المفاعل سيتم استخدامه لإنتاج النظائر المُشعة التي تستخدم في المجالات الطبية، لكن لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي شكوك في أن طهران ستستخدم البلوتونيوم الناتج من تشغيل مفاعل "آراك" في إنتاج أسلحة نووية. رفض الوكالة للطلب الإيراني كان أمراً لا يحتاج إلى تفكير، خاصة أن طهران ترفض الإذعان لقرار مجلس الأمن الصادر قبل ثلاثة شهور الذي يقضي بامتناع طهران عن تخصيب اليورانيوم الذي يستخدم كوقود للمفاعلات النووية، وفي الوقت ذاته يمكن استخدامه في صناعة القنابل النووية. الصحيفة طالبت روسيا والصين اللتين تحميان إيران في مجلس الأمن بتخفيف اهتمامهما بثروة إيران النفطية. أما إدارة بوش التي عرضت الدخول في حوار مع طهران إذا علقت الأخيرة تخصيب اليورانيوم، فعليها اتخاذ خطوات أبعد من ذلك كمنح إيران ضمانات أمنية مقابل تخليها عن التقنيات التي قد تستخدم في إنتاج أسلحة نووية. وما لم يتم التوصل إلى حوافز مقنعة وما لم يتم التوصل لطريقة ناجعة لمعاقبة طهران فإنه لا يمكن التعويل على تغيير في الذهنية الإيرانية. قضية مفاعل "آراك" تذكِّر العالم بضرورة إيجاد وسيلة أفضل للتأكد من استخدام التقنيات النووية في المجالات الميدانية دون استغلال هذه التقنيات لإنتاج أسلحة نووية. جريمة قتل أخرى في لبنان: بهذه العبارة عنونت "نيويورك تايمز" يوم الخميس الماضي افتتاحيتها، لتعلق على اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل. الصحيفة ترى أنه من المبكر جداً معرفة من الذي أمر بقتل "الجميّل"، لكن ثمة أسباباً كثر للشك في سوريا. الوزير المغدور كان معارضاً للهيمنة السورية على لبنان، وإذا فقدت الحكومة اللبنانية وزيراً آخر، فإن لبنان البلد الموالي للغرب سرعان ما سينهار، وسيصبح "حزب الله" الموالي لسوريا، هو المستفيد. وحسب الصحيفة، كانت "ثورة الأرز" اللبنانية التي أدت إلى خروج القوات السورية من لبنان، انتصاراً واضحاً ونادراً في منطقة الشرق الأوسط المفعمة بالهزائم والمآسي، ومن ثم يتعين على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الإسراع في دعم رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، سواء بتقديم الأموال لحكومته أو تزويدها بخبراء أمنيين وبكل ما من شأنه ضمان بقاء هذه الحكومة. دمشق، حسب الصحيفة، يجب أن تعي جيداً أنها ستدفع ثمناً باهظاً إذا ثبت أنها أمرت بقتل "الجميل"، أما "حزب الله" فعليه أن يعرف أنه سيخسر إذا حاول الوصول إلى السلطة بالعنف والتخويف. الصحيفة أثنت على الأمم المتحدة كونها أقدمت على خطوة مهمة هذا الأسبوع عبر موافقتها على تشكيل محكمة جنائية لمحاكمة قتلة الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق. وإذا كانت لدى الصحيفة قناعة بأن أميركا في حاجة إلى البدء في حوار مع سوريا حول العراق والسلام الشرق أوسطي، فعلى القيادة السورية تفهُّم أنه لا المحكمة الدولية لقتلة الحريري ولا استقلال لبنان موضوعان مطروحان على طاولة المساومات، ويجب على سوريا وروسيا وأوروبا وجيران سوريا مساعدة الولايات المتحدة في إيصال هذه الرسالة إلى دمشق. "مشوار طويل": خصصت "واشنطن بوست" افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي للتعليق على التقرير الأممي الذي صدر في الآونة الأخيرة بشأن مكافحة الإيدز. الصحيفة رأت أن مصداقية الإحصاءات التي تبثها المنظمة الدولية حول أعداد المصابين بالمرض تلقت خلال هذا العام صفعة عندما شابت المبالغة أرقاماً صادرة في التقرير، ما دفع البرنامج الأممي لمكافحة الإيدز إلى توخي الحذر في تقريره السنوي الأخير. وضمن هذا الإطار أشار التقرير إلى أن عدد المصابين بالمرض المكتشف قبل ربع قرن من الآن، يتراوح ما بين 34.1 إلى 47.1 مليون نسمة، وينفق العالم ما قيمته 8 مليارات دولار سنوياً على الأدوية ووسائل الوقاية ورعاية الأيتام الذين فقدوا عوائلهم جراء الإصابة بالمرض. أرقام المصابين في ازدياد، لكن الإنجاز الأهم في المعركة ضد هذا المرض الفتاك يكمن في زيادة أعداد من يتلقون العلاج إلى 1.7 مليون نسمة. اللافت أنه في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء التي ينتشر فيها المرض على نطاق واسع، قد قفزت أسعار الأدوية المعالِجة للمرض خلال السنوات الثلاث الماضية إلى عشرة أضعاف. وعلى صعيد آخر، فإنه إضافة إلى الرقم الـ1.7 مليون الذين يتلقون علاجاً للمرض، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن ثمة 5 ملايين نسمة في حاجة إلى تلقي علاج للمرض، مما يعني أن الإنجازات التي تحققت في مكافحة الإيدز لا تزال دون الطموح. إعداد: طه حسيب