المأزق الأميركي في العراق، والانتصار الغائم في الحرب على الإرهاب سواء في أفغانستان أو في مناطق أخرى في العالم، والهزيمة التي مني بها "الجمهوريون" في انتخابات التجديد النصفي، جميعها مقدمات جوهرية لعودة ساسة الولايات المتحدة إلى الواقعية. الزخم "الأيديولوجي" لرؤى "المحافظين الجدد" في السياسة الخارجية وفي مسألة نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط تحطم على صخور الفشل في ضبط الأمن داخل العراق وفي انفلات الأمن بأفغانستان، وبتراجع الدور الأميركي -بطريقة متعمدة- في الصراع العربي- الإسرائيلي. الآن ، وبعد سيطرة "الديمقراطيين" على الكونجرس الأميركي، وبعد أن أصبح الداخل الأميركي أكثر رفضاً لعسكرة السياسة الخارجية، باتت الفرصة مواتية أكثر من ذي قبل لهيمنة رؤية واقعية للسياسة الخارجية الأميركية، وهي رؤية أجزم أنها ستكون أقرب إلى الانعزالية. مأمون سعيد- الشارقة