لم يكد لبنان يصحو من لملمة جراحه من العدوان الإسرائيلي الغاشم، حتى فُتح في قلبه جرح جديد باغتيال بيير أمين الجميّل، وزير الصناعة، المنتمي إلى حزب "الكتائب". والده أمين الجميّل هو رئيس حزب "الكتائب"، ويعد "بيير" رابع ضحية من أسرته. هذا الاغتيال أشعل موجة من الاستياء في أوساط كل اللبنانيين وليس المسيحيين فقط، لأنه اعتداء على الحريات وإيقاظ للفتنة بين اللبنانيين الذين ما زالت جراحهم نازفة. لماذا كل قوى الظلام والحقد لا تنفك تتآمر على هذا البلد الذي مثل ويمثل ملجأ للأحرار الذين وجدوا فيه نسيم الحرية والديمقراطية؟ لبنان بلد العلم والفن والصحافة، بلد جبران خليل جبران، وبلد ميخائيل نعيمة. إنه لبنان فيروز بأغانيها التي تدخل الأمل والسعادة في كل ركن من أركان العالم العربي. إنه بلد علماء اللغة وعلماء الترجمة والقواميس ولا زال يشع بالنور والضياء. الذين يعرفون لبنان يذرفون الدموع عليه. ماذا يريدون من لبنان بلد التسامح والحرية؟ صمود لبنان أثناء وبعد الاعتداء عليه من قوى الشر المعروفة لدى الجميع، لن يهتز أو يتزعزع. وكلما أراد له الحاقدون أن ينحني يزداد شموخاً ويخرج من كبوته أكثر تحدياً. لقد شاهدت كغيري، في إحدى الفضائيات مقابلة مع إعلامية لبنانية معروفة تعرضت سيارتها للتفجير، ففقدت رجليها وإحدى يديها، ولكنها لا تزال صامدة ومتحدِّية، وتصر على أنها ستسير في درب الحرية. يا لها من شجاعة وتحدٍّ وتصميم. منصف أبوبكر- أبوظبي