كتابات معاصرة": أزمة الفن اشتمل العدد الصادر أخيراً من فصلية "كتابات معاصرة"، على باقة من البحوث والمعالجات القيمة؛ ففي دراسة للباحثة التونسية سامية الهواشي حول "الجمالية الماركسية"، تتساءل: هل هي جمالية نقدية أم جمالية اختزالية؟ لقد طرح كارل ماركس وزميله إنجلز مسألة الفن من خلال تأكيدهما على ملازمة الفن للواقع، وأنه لا وجود لأثر فني خارج التاريخ، بل إن الأثر الفني في علاقة جدلية مع مختلف المراحل التاريخية، الاجتماعية والسياسية. ومن هنا انتقد ماركس مقولة "الفن للفن"، في كليته ولاغائيته وتعاليه، مستبدلاً إياها بتصور جديد حول "الفن الهادف"، أي الذي يرتبط فيه الحكم الجمالي بغاية وهدف معينين. وهكذا، كما تقول الباحثة، جاءت رؤية ماركس للفن في إطار البناء الثلاثي: الإنسان، الواقع، والعالم. إلا أن النظرية الجمالية الماركسية، دخلت منعرجاً سياسياً جديداً، مع لينين ولوكاتش وبريخت وماركوز... الذين قطعوا مع بعض مكوناتها، وعدلوا النموذج الجمالي الماركسي بأن استعادوا بعض عناصر النموذج النقدي الكانطي، معتبرين أن الماركسية أناطت بالفن وظائف محددة جعلته مقيداً بالظواهر الاجتماعية والسياسية السائدة، مما أساء له وللشكل الجمالي من جهة، وهمَّش البعد الذاتي للفنان من جهة أخرى. ويستعرض عدنان خوجه جانباً من أزمة "الفن التشكيلي العربي المعاصر والسوق"، قائلاً إن هذا الفن يعاني من أزمات عديدة منذ ولادته أواسط القرن الماضي، وقد لازمت مساره فيما بعد؛ فهو فن تتشكل عناصره ضمن بيئة شديدة الخصوصية، بالمعنى التاريخي والجمالي، لكنه يشهد حضوراً طاغياً للثقافة الغربية، حتى ليبدو كأنه "يستعير رئته من جسد آخر". ويناقش الكاتب عناصر أزمة تسويق الفن التشكيلي العربي، بما في ذلك العمل الفني بحد ذاته كقيمة اقتصادية، والفنان باعتباره منتج السلعة الفنية، والمؤسسة (أو صالة العرض) باعتبارها الجهة الوسيط، والمقتنِي كتاجر أو كمتحف، وآليات السوق وتسعير الأعمال الفنية، ثم غياب الدور الإعلامي، وأخيراً أزمة القيم أو الذائقة الجمالية العربية... ومن هنا يرى الكاتب أن أزمة التسويق الفني هي الوجه الآخر للأزمة الثقافية والاجتماعية للعالم العربي. وفي دراسة أخرى عن "المقاربة الانقسامية للسلطة لدى قبائل المغرب العربي"، يوضح الدكتور محمد بالراشد أن هذه المقاربة التي تناولت المجتمع المحلي هناك، تقوم على عدة مبادئ أساسية؛ بما في ذلك محورية النسب وأسطوريته، وضعف تقسيم العمل الاجتماعي، وأولوية نظام القرابة وروابط الدم، ولامركزية السلطة (أو الفوضى المنظمة)، وقوة الوعي الجماعي، وأهمية العامل الديني كآلية للضبط الاجتماعي... وأخيراً ترى المقاربة الانقسامية أن شعار المجتمع الانقسامي يتمثل في المقولة التالية: لنتجزأ كي لا يحكمنا أحد! The Atlantic Monthly الأمن الأميركي والإيذر في أفريقيا قضايا دولية عدة شملها العدد الأخير من دورية The Atlantic Monthly التي تصدر كل شهر عن مجموعة "ذي أتلانتك منثلي جروب"، ومقرها العاصمة الأميركية واشنطن. وتحت عنوان "تحالف قيد الانتظار"، كتب "جوناثان روش"، مقالاً رأى خلاله أن التحالف الأميركي- الأوروبي ليس في نزعه الأخير، وأنه بعد انتهاء فترة بوش الرئاسية، سيعود هذا التحالف أقوى مما كان عليه في الماضي. الكاتب استرشد باستطلاعات رأي أجراها مركز "بيو" في يونيو الماضي في 12 دولة أوروبية بغرض الوقوف على رؤية الأوروبيين للولايات المتحدة. هذه الاستطلاعات أسفرت نتائجها عن التالي: أن نسبة الأوروبيين الذين يفضلون قيادة الولايات المتحدة للعالم قد تراجعت منذ عام 2002، فبدلاً من نسبة 64% التي ترغب في هذه القيادة، والتي رصدها المركز في استطلاعاته قبل أربع سنوات، أصبحت هذه النسبة الآن 37%، بينما ازدادت نسبة الأوروبيين الذين يتبنون وجهة نظر سلبية تجاه واشنطن من 31% عام 2002 إلى 75%. وعن وضع الأقليات الإثنية في إيران، كتب "غرام وود" تقريراً أشار خلاله إلى أن الأقليات الإثنية في إيران لا تشعر بالسعادة على الإطلاق تجاه الحكومة المركزية ذات الأصول الفارسية. وهذا الاستنتاج يبدو واضحاً، حسب الكاتب، عند رصد عمليات الشغب وتفجير بعض المنشآت الحكومية خلال العامين الأخيرين. وحسب الكاتب، فإنه منذ فوز محمود أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2005، شهدت المناطق الشمالية الغربية من البلاد عمليات شغب قام بها إيرانيون من ذوي الأصول التركية، كما قام "البلوش" في جنوب شرق إيران بخطف مسؤولين إيرانيين وحز رؤوسهم، كما قام بعض العرب في جنوب غرب إيران بتفجير أنبوب للنفط، كما تقوم الميليشيات الكردية بقنص الجنود الإيرانيين على الحدود العراقية- الإيرانية. وتحت عنوان "إيران وكوريا الشمالية وأوغندا... لماذا تتعامل البنتاجون مع الإيدز في أفريقيا على أنه تهديد أمني؟" كتب "ستيفن فاريز"، مقالاً رأى خلاله أن برنامج الجيش الأوغندي لمكافحة "الإيدز" يأتي ضمن العمليات التي تنخرط فيها القوات الأميركية على نطاق واسع، وهو ما يعني حسب الكاتب، أن مكافحة الإيدز تندرج ضمن محاولات الولايات المتحدة منع الدول من الانهيار أو التحول إلى بلدان فاشلة، ومن ثم تنتشر فيها الفوضى والصراعات المسلحة وأيضاً الإرهاب العابر للحدود. وفي الحقيقة تمول وزارة الدفاع الأميركية برنامج الجيش الأوغندي لمكافحة الإيدز. ويشمل هذا البرنامج الممول أميركياً: تدريب الأطباء وتوفير العون لـ"أيتام الإيدز" ممن فقدوا ذويهم جراء الإصابة بالمرض، وتوفير البنى التحتية الطبية من معامل ومستلزمات طبية، حيث تم تدشين 13 معملاً ومركزاً طبياً لاستشارات الإيدز.