لعل أخطر بائع في الدنيا هو إسرائيل، فقد باعت كل أكاذيبها للعالم. هذا ما توصلتُ إليه بعد قراءة مقال الكاتب الفرنسي باسكال بونيفاس المنشور هنا يوم الثلاثاء الماضي تحت عنوان: "إسرائيل وكذبة الانسحاب من غزة"، والذي كشف فيه أن عملية "الانسحاب من جانب واحد" التي زعمت إسرائيل أنها نفذتها من غزة، كانت مجرد خداع بصري وكذب مكشوف وضحك على ذقون العالم. ولا يقتصر كذب إسرائيل على هذه القضية، بل إنها تقدم إرهابها للعالم –وخاصة للغرب- على أنه "دفاع عن النفس"، واحتلالها لأرض فلسطين على أنه "زيادة سكانية"، و"تمدد طبيعي". وليس هذا فقط بل إن إسرائيل نفسها قامت على كذبة كبرى سعى الغرب لتسويقها، ولإقناع العالم بأن أرض فلسطين أرض بلا شعب، وبأن يهود العالم الذين ينتمون إلى حضارات وثقافات وأعراق مختلفة هم "شعب" بلا أرض. وبالتالي قالوا: لنعطِ هذه الأرض التي هي "بلا شعب"، لهذا "الشعب" الذي هو بلا أرض. وهي فِرية وكذبة لا أساس لها من الصحة، فأرض فلسطين كانت على الدوام معمورة بشعبها، واليهود هم أتباع دين وليسوا شعباً أبداً إذ لا علاقة بين يهود الخزر الروس ويهود الفلاشا الأحباش ويهود الأقطار العربية الذين هم عرب. وعموماً فإن حبل الكذب قصير، والعالم أجمع أصبح يعرف أكاذيب إسرائيل ويدينها ويفضح أساليبها اللاأخلاقية. توفيق أبو لبيدة – غزة