عشنا ليل الغربة الطويل، ونمنا على حلم طالما راود القلب وداعب الخيال؛ أن نرى عراقنا الحبيب خالياً من صدام حسين... تحقق الحلم وتنفَّس العراق ملء رئتيه، وقلنا ها هو كابوس الخوف والرعب قد انزاح من حياتنا... لكن هيهات أن يدرك العراق ما يتمناه في زمن الملمَّات والمِحن والإِحن! غابت أجهزة أمن صدام، وجلادو "البعث"... وحل "المارينز"، وجاء عصر التصفية الطائفية، وفرق الموت، وميليشيا الأحزاب الصفوية... وتحول العراق إلى مقبرة جماعية وحفرة من الخوف والجحيم، وإلى أكداس من الجثث مجهولة الاسم، وإن كانت هوية قاتلها معلومة! الهوية أصبحت ذلك الخط الشفاف بين الحياة والموت، أو قلْ بين ممارسة القتل والتعرض للقتل! فهل من كابوس أكثر إثارة للخوف والصدمة، من شبح التهجير الجماعي والقتل الطائفي... لقد آن للعراق أن يعيش يوماً بلا كوابيس! ناهد كريم- دبي