تأخرت ولادة الحكومة الفلسطينية المنتظرة، ثم تأخرت وتأخرت... الحكومة أطلق عليها قبل أن تولد "حكومة الوحدة الوطنية"، لأن الأطراف القائمة مباشرة على تشكيلها أرادت لها أن تكون حكومة ائتلاف يضم مختلف ألوان الطيف الفلسطيني. ومع أن هذه الحكومة هي بالضبط ما طالبت به "حماس" إثر فوزها بداية العام الجاري، فإن حركة "فتح" رفضتها حينئذ جملة وتفصيلاً، ووعدت بإسقاط حكومة "حماس"، وهذا تقريباً ما حدث، لكن "فتح" لم تكن معارضة بالمعنى الحقيقي، فهي في مركز السلطة ممثلاً بالرئاسة التي تقبض على معظم الصلاحيات. كما أن "فتح" ساهمت في تشديد الحصار الخارجي، واستغلته أيضاً لإضعاف الحكومة. على تلك الخلفية، تجري المحاولات الراهنة لتشكيل حكومة وحدة وطنية؛ ففصيل مثل "فتح" يتعامل من موقعه كطرف يملك أوراق ضغط خارجية كثيرة (علاقاته العربية والأميركية والأوروبية...)، وداخلية (دوره في إضرابات الموظفين وفي تحريك الجهاز البيروقراطي والأمني...). أما "حماس" فتتصرف بوصفها صاحبة التفويض الشعبي، والفصيل الحائز على أغلبية برلمانية... وحيث لا يرى أي طرف سوى أوراقه فقط، فلا غرو أن تكون الولادة عسيرة وبطيئة ومضنية! فيصل مرزوق - أبوظبي