حان الوقت لاستقالة "حالوتس"...ورؤى متضاربة حول "السلام" الإسرائيليون حائرون بين مطالبٍ بطرح مبادرات للسلام ورافضٍ لها في الوقت الراهن، والضغوط تتواصل لإجبار رئيس الأركان "دان حالوتس" على الاستقالة من منصبه، و"المحاكم الإسلامية" في الصومال تستمد قوتها من دعم تنظيمات إرهابية...موضوعات نعرض لها ضمن قراءة أسبوعية سريعة للصحافة الإسرائيلية. "حان الوقت للدبلوماسية": هكذا عنونت "هآرتس" افتتاحيتها أول من أمس الاثنين، مشيرة إلى أنه منذ قصف بيت حانون الذي أودى بحياة 19 مدنياً فلسطينياً ممن بينهم نساء وأطفال، والمؤسسات الدبلوماسية والسياسية في إسرائيل منهمكة في الرد على الإدانات ورفض المبادرات الدبلوماسية. رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، ومندوب تل أبيب في الأمم المتحدة "داني جيلمان" شنا هجوماً على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يقضي بإرسال فريق لتقصى الحقائق للوقوف على ما جرى في بيت حانون. وفي الوقت ذاته انتقدت وزيرة الخارجية الإسرائيلية "تسيبي ليفني" خطة السلام الفرنسية- الإسبانية، التي تقضي بوقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ونشر قوة دولية لمراقبة الالتزام بهذا الأمر. ومن ناحية أخرى يطالب بعض الإسرائيليين أعضاء الأمم المتحدة إلى الدخول في معركة ضد برنامج إيران النووي. لكن مع مواصلة الفلسطينيين إطلاق صواريخ "القسّام" على المدن الإسرائيلية، فإن الحكومة والجيش الإسرائيليين باتا يدركان أن المفتاح الرئيسي لوقف دوامة العنف لا يكمن في الكثافة النيرانية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. والآن فإن عدداً كبيراً من الوزراء المنتمين لحزب "كاديما" يطالبون الآن بالبحث عن حل عبر القنوات الدبلوماسية، كما أن وزير الإسكان ووزير العدل بالإنابة "مئير شيتريت" دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، قبل أسابيع قليلة، إلى الإعلان الفوري عن نيته التفاوض مع الجانب العربي استناداً إلى المبادرة العربية للسلام. اللافت أن رئيس الوزراء اتهم الوزراء الذين يطالبونه بطرح مبادرات سلمية، بأنهم يسلكون سلوكاً غير مسؤول، مذكرهم بأنهم أعضاء في الحكومة وليسولا أعضاء في فريق تفاوض. وحسب الصحيفة، على "أولمرت" الإصغاء جيداً لوزيرة خارجيته التي ترى أن عدم اتفاق الحكومة الإسرائيلية على مبادرة سياسية، يعني أن حالة "الفراغ السياسي الإقليمي ستكون مرشحة للاستمرار، وربما تأتي دول أخرى وتطرح مبادرات لا تخدم المصالح الإسرائيلية. "لنقل الحقيقة حول السلام": بهذه العبارة، التي اختارتها عنواناً لافتتاحيتها يوم الأحد الماضي، كان لـ"جيروزاليم بوست" رأي مغاير حول مبادرة السلام الأوروبية. الصحيفة ترى أن الضغط يتواصل على الولايات المتحدة وإسرائيل من أجل ملء الفراغ الدبلوماسي، الذي يتنامى بعد التوتر السياسي الذي تعيشه الدولة العبرية عقب الحرب على لبنان. لكن هذا الفراغ لا يمكن ملؤه بسياسات سبق وأن مُنيت بالفشل، كخطة "خريطة الطريق" التي صاغتها الرباعية الدولية، وكذلك الانسحاب الإسرائيلي الأحادي، ذلك لأن سياسات من هذا النوع قد فشلت كونها تتجاهل الأساس الحقيقي للمشكلة، وتتظاهر بأن عدم وجود دولة فلسطينية يشكل عقبة على طريق السلام، في حين أن العقبة الرئيسية التي تعترض طريق إنشاء الدولة الفلسطينية أو السلام العربي- الإسرائيلي، هو رفض العرب القبول بحق إسرائيل في الوجود. الصحيفة ترى أن موجة "الراديكاليين" المطالبين بتدمير إسرائيل، تتصاعد في العالمين العربي والإسلامي، وهؤلاء يجدون في الإرهاب وسيلة لتحقيق هدفهم، لكن لا يوجد في مقابل هؤلاء "الراديكاليين" معسكر يقر بحق الدولة العبرية في الوجود. ولا حتى معسكر براغماتي يطالب بالسلام فقط من أجل مصلحة العرب. وفي ظل هكذا أجواء، لن تكون لعملية السلام أية جدوى، بل إن خطط السلام الأوروبية والأميركية ربما تكون أداة لتشجيع العرب "الراديكاليين". ومن ثم على الدولة العبرية أن تكون لديها خطة سلام مفادها أن الدول الغربية التي تسعى لتحقيق السلام عليها أن تطالب العرب بإنهاء حربهم على إسرائيل. "حان الوقت لرحيل حالوتس": خصص "رون بريمان" مقاله المنشور بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أول من أمس الاثنين، لمطالبة رئيس الأركان الإسرائيلي "دان حالوتس" بالاستقالة من منصبه. الكاتب، وهو عضو في جمعية "أساتذة من أجل إسرائيل قوية"، يرى أن "حالوتس" فشل في وظيفته، فمن ناحية قاد الجيش الإسرائيلي بكل فخر واعتزاز في شن حملة "الكراهية" لتدمير مستوطنة غوش قطيف، وفي الوقت ذاته فشل في إقناع ساسة إسرائيل بحاجتهم إلى شن حرب متواصلة ضد العدو. ونتيجة هذا الفشل أن إسرائيل تراوح مكانها، فبدلاً من أن تحقق نصراً حاسماً في حربها ضد الفلسطينيين، تدور في دوامة عمليات عبثية ضدهم، مما أدى إلى تحول بعض سكانها في الجنوب والشمال إلى لاجئين، ناهيك عن أن تل أبيب تقبل بسيطرة "حزب الله" على الجنوب اللبناني وبسيطرة "حماس" على قطاع غزة. لكن ماذا تبقي لـ"حالوتس"؟ كضابط عامل في دولة ديمقراطية، حسب الكاتب، لم يعد بمقدور هذا الرجل تقديم الكثير، وإذا كان بيريتس وأولمرت يضغطان عليه لترك منصبه، فإن لدى هذا الرجل القدرة على تحديد موعد للرحيل، لأنه في هذه الحالة سيكون قادراً على تصحيح بعض ما ارتكبه من أخطاء في الفترة القصيرة التي شغلها كرئيس لأركان الجيش. وستصبح لديه الحرية في الرد على الانتقادات الموجهة إليه سواء من رئيس الوزراء أو من وزير الدفاع، اللذين عرقلاه وقادا إسرائيل إلى هذه الحالة الخطيرة. "حالوتس" فقد القدرة على إعادة تأهيل الجيش، لكن لا تزال لديه القدرة على إعادة تأهيل إسرائيل، فقط عندما يترك منصبه على الفور ويدلي بآرائه حول الأخطاء الخطيرة التي ارتكبها قادة إسرائيل في الحرب الأخيرة على لبنان. "رُسل من الجحيم": هكذا عنون "شولومو بابيربلات" مقاله المنشور بـ"يديعوت أحرونوت" يوم الاثنين الماضي، معلقاً على ما أثاره تقرير أممي نشر خلال الآونة الأخيرة مفاده أن ميليشيا المحاكم الإسلامية في الصومال تعاونت مع "حزب الله" في حربه الأخيرة ضد إسرائيل. الكاتب وصل إلى استنتاج مفاده أن الراديكاليين الصوماليين أُرسلوا إلى لبنان بينما العالم لا يزال غير مبالٍ. الكاتب يرى أن المعلومات التي كشف عنها التقرير المذكور لا تشي فقط بأن ميليشيا المحاكم تنتمي إلى تيار الأخوان المسلمين"، بل إن هذه الميليشيا أبرمت صفقة مع "حزب الله" من خلالها يوفر الأخير فرصة التدريب والتسليح في سوريا وإيران مقابل المشاركة بمئات المقاتلين مع "الحزب" في حربه ضد إسرائيل. الكاتب عرض رؤية بعض مصادر الاستخبارات الأميركية التي تشير إلى أن أحد أهم أسباب تنامي نفوذ المحاكم الإسلامية التي طفت على السطح منذ بداية العام الجاري، هو علاقاتها بتنظيمات إرهابية كـ"القاعدة"، والدول الداعمة للإرهاب. إعداد: طه حسيب