بدا الكاتب محجوب عثمان في مقاله المنشور هنا يوم أول من أمس (السبت) تحت عنوان: "دارفور... مخاطر خارج السودان"، وكأنه بات حريصاً على سلامة واستقرار دول جوار دارفور منه على استقرار الإقليم نفسه، والسودان كله. فقد ساق من التهم المبطنة لبلاده السودان ما يفهم منه أننا نحن السودانيين هم المسؤولون عما يجري في تشاد وأفريقيا الوسطى، بل والكونغو الديمقراطية. وتوضيحاً للصورة، واستفادةً من حق الرد أريد أن أنبه الكاتب إلى ما يلي: أولاً، إن معظم دول الجوار هي التي تغذي الصراع الداخلي في دارفور، وتسعى لزعزعة استقرار السودان، وليس العكس. ثانياً: الصراع الداخلي في تشاد وأفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية ليس جديداً، فالأولى عاشت منذ استقلالها حرباً أهلية ظلت تخف وتشتد حتى الآن. والثانية ارتمت في الصراع الداخلي منذ رحيل إمبراطورها السابق "جان فيديل بوكاسا" قبل عقدين تقريباً. أما الكونغو الديمقراطية فحربها الأهلية الداخلية يعرفها الجميع، هذا إضافة إلى أنها لا تحد دارفور لا من قريب ولا من بعيد، فهي جنوب السودان وليست غربه. ثالثاً وأخيراً: هنالك فرق بين انتقاد الحكومة وبين التحامل على السودان كله. وأحسب أن شعار "السودان أولاً" يجب أن يكون فوق كل اعتبار حزبي أو تصفية حسابات شخصية. بابكر التيجاني - أبوظبي