تحت عنوان "الحرب الأهلية... عدو أميركا الأخطر في العراق"، نشرت "وجهات نظر" يوم أمس الأحد تقريراً للصحفي الأميركي "مارك مازيتي". وفي ردي على هذا المقال، أرى أن الأميركيين تيقنوا أن سيطرة السُّنة على العراق، ستحول هذا البلد إلى إمارة لتنظيم "القاعدة" لأن حزب "البعث" قد مات. وتدرك واشنطن أيضاً أنه إذا تفوق الشيعة تماماً، فإن نفوذ إيران سيمتد إلى العراق. وعندما يتعب الجميع وينفقوا الأموال الفائضة على شركات السلاح ينزل المنقذ فيقسم الشرق الأوسط إلى عشرات الكيانات الطائفية، وستتذرع أميركا بأن هؤلاء لا يمكن أن يتعايشوا معاً وهم يشكلون خطراً على إكسير الحياة بالنسبة لها، وهو البترول. والأدلة على ذلك في العراق كثيرة. القوات الأميركية بعد ما يزيد على ثلاث سنوات، تذكرت تسليح القوات العراقية وإعادة الاعمار. أما فتح حدود العراق أمام التنظيمات المسلحة، الذي ساهم في تأجيج التوتر الأمني، فقد تم بعلم الأميركيين. وبعد ذلك كله يقول الجنرال جون أبي زيد إن أميركا ستبقى لحماية العراقيين من الحرب الأهلية، فذلك هو البهتان المبين، لكن في هذه المرة لن يدفع العراقيون وحدهم الثمن، بل سيدفع هذا الثمن أيضاً، كل من عمل جاهداً على تخريب العملية السياسية في العراق من خلال تأجيج النعرات الطائفية. أمير جابر- هولندا