في مقالة المنشور يوم الجمعة الماضي في "وجهات نظر"، وتحت عنوان: "الخليج بعد الانتخابات الأميركية"، طرح الدكتور بهجت قرني تساؤلات منها: هل من المنطقي أن تترك دول الخليج موضوع المفاوضات حول القدرة النووية الإيرانية في يد الآخرين، أميركيين كانوا أم أوروبيين، في حين أن دول الخليج العربي هي أقرب المقربين والمتأثرين بهذا الموضوع؟ وإذا كانت المبادرة الخليجية في هذا النطاق ضرورية، فبأي صورة؟ وعلى أي مستوى؟ وفي أي اتجاه؟ هذه التساؤلات الجوهرية، يجب أن تترجم إلى مبادرات خليجية توضح موقف دول الخليج من التطورات الراهنة سواء في الملف النووي الإيراني أو في العراق، لأنه من غير المقبول أن تتدخل الولايات المتحدة في أزمات المنطقة دون أن تأخذ في الاعتبار مصالح دول الخليج ومخاوفها من التوتر الخطير في العراق والطموحات النووية الإيرانية. الوجود العسكري الأميركي في العراق جعل الولايات المتحدة طرفاً يتأثر بأية اضطرابات في المنطقة، ومن ثم يتعين الضغط على واشنطن لتعديل استراتيجيتها في الشرق الأوسط عموماً، لأن بقاء الأمور كما هي عليه في فلسطين والعراق، واستمرار التوتر الأمني في العراق لن يخدم المصالح الأميركية، بل سيلحق الضرر بها على المدى الطويل. دول الخليج لها دور فاعل في قضايا المنطقة العربية، والآن لابد لهذه الدول أن تضمن مصالحها وأمنها، لاسيما وأنها تقع في منطقة محفوفة بالتوترات السياسية. منتصر إسماعيل- دبي