قرأت المقال الذي كتبه الدكتور وحيد عبدالمجيد في صفحات "وجهات نظر" يوم الخميس الماضي تحت عنوان: "المحافظون الجدد... والستالينيون القدامى"، والذي عقد فيه مقارنة ذكية وطريفة بين الروح التوسعية الإيديولوجية التي كانت تتملَّك الشيوعيين الستالينيين في الاتحاد السوفييتي السابق، وبين الروح التوسعية الإيديولوجية أيضاً التي تلازم من يعرفون بـ"المحافظين الجدد" في الولايات المتحدة الآن. ومثلما حاول السوفييت فرض إيديولوجيتهم وطريقتهم السياسية على العالم بالقوة يحاول الآن "المحافظون الجدد" فرض أوهامهم وأساطيرهم ورؤيتهم للعالم بالحروب وبمنطق القوة على بقية المعمورة، وخاصة أن تأثيرهم القوي على إدارة الرئيس بوش هو الذي جعلهم قادرين على فعل ذلك. ومثلما أن الستالينية فشلت وسقط الاتحاد السوفييتي نهائياً وتفكك، فإن عهد "المحافظين الجدد" في أميركا إلى زوال قريب، لأن الولايات المتحدة دولة ديمقراطية يستطيع الناخب فيها تصفية الحساب مع أولئك "المحافظين" ووقفهم عند حدهم، بعكس النظام الشمولي السوفييتي السابق الذي لم تكن فيه ديمقراطية. ولعل نتائج انتخابات الكونجرس الأخيرة وخسارة الحزب "الجمهوري" فيها أكبر دليل على نهاية وشيكة لـ"المحافظين الجدد". الأخضر بوعلام - باريس