كتب الأستاذ خليل علي حيدر مقالاً تحت عنوان:"الطبقة الوسطى في العالم العربي من الازدهار إلى الانكماش"، نشر في وجهات نظر يوم الاثنين الماضي، وقد كشف فيه أن غياب دور الطبقة الوسطى في الوطن العربي هو أحد أسباب أزمات هذا الجزء من العالم، وسبب رئيسي خاصة لعجز كثير من أجزاء الوطن العربي عن تحقيق تجارب تنموية ناجحة، وذلك لأهمية وجود طبقة وسطى قوية ونشطة لبناء مشروع من هذا القبيل. ومع أنني أتفق مع الكاتب في بعض ما ذهب إليه، إلا أنني أرى أن مفهوم الطبقة الوسطى نفسه في الحالة العربية غير واضح بما فيه الكفاية، ويحتاج إلى أن يوضع بين مزدوجتين. وقد قرأت ذات مرة مقالة للكاتب السعودي تركي الحمد عنوانها: "وداعاً للطبقة الوسطى"، ذكرني الكاتب حيدر به، وقد اعتبر الحمد في مقالته تلك أن الطبقة الوسطى عموماً إلى أفول، وأن دورها آيل إلى اضمحلال، وذلك نتيجة تلاشي فرص قيامها في الحالة العربية حيث قد لا تؤدي الهجرة من الريف إلى المدينة إلى ظهور مجتمع مديني مما يوصف عادة بـ"الطبقة الوسطى"، كما أن معدلات الفقر هي التي تزداد في المجتمعات العربية وليس العكس. أحمد طاهر - دبي