كتب الأستاذ حازم صاغية مقالاً بعنوان: "الجنرال ورجل الدين يطردان السياسي"، نشر في هذه الصفحات يوم السبت الماضي، وقد أعجبني البعد التنظيري فيه. ومع أن المقال كتب بمناسبة وفاة السياسي التركي بولند أجاويد، إلا أنه عرف كيف يعمم الاستخلاصات النظرية النبيهة التي توصل إليها بحيث يمكن إسقاطها على جميع المنطقة العربية الإسلامية. ومن وجهة نظري الخاصة، إثراءً للنقاش، أن المشكلة في أساسها نابعة من قصور وضمور تقاليد الممارسة السياسية في كثير من البلدان العربية الإسلامية، ومن عدم التمكن من تطوير طبقة سياسية فاعلة وذات برامج مقنعة لقطاعات عريضة من الشعوب. ولعل من أهم أسباب ضعف دور "السياسي" في مقابل الجنرال أو رجل الدين، أن هذين الأخيرين تمكنا من تجييش عناصر تخدمهما في مجتمعاتنا العربية الإسلامية، في حين ظل كثير من الطبقات السياسية يسبح في أبراجه العاجية، منفصلاً عن الواقع من جهة، ومنفصلاً حتى عن مقولاته هو المرفوعة للدعاية فقط من جهة ثانية. ومن ثغرة هذا التناقض المزمن دخل العسكر ورجال الدين وملأوا الفراغ طبعاً. عزيز خميس - تونس