أختلف كثيراً مع ما جاء في مقال: "كيف يستطيع الفلسطيني نزع أقوى أسلحة إسرائيل؟"، لكاتبه جمال خاشجي، المنشور في "وجهات نظر" يوم الثلاثاء الماضي، إذ يعطي المقال الانطباع بأن الفلسطينيين هم من يوفر لإسرائيل مبررات العدوان والاجتياحات والعربدة. وهذا غير صحيح أبداً، لأن العدوانية الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني لم تنتظر يوماً مبررات، ولم تتوخَّ أسباباً، وذلك منذ احتلال الصهاينة لأرض فلسطين وتشريدهم لشعبها المسالم من وطنه. ووجه الخطأ في المقال أن الكاتب على ما يبدو تأثر بـ"النظرية السائدة" التي تروجها ادعاءات الإعلام الغربي بأن هجمات إسرائيل تأتي "رداً" على عمليات ينفذها المقاومون الفلسطينيون، وهي ادعاءات طبعاً غير صحيحة. فالجيش الإسرائيلي عادة هو الذي يبدأ بالعدوان على الشعب الفلسطيني، وإن حصل رد صغير من الفلسطينيين دفاعاً عن النفس فإن إسرائيل تتخذه ذريعة للعدوان من جديد، كما تضخم وسائل الإعلام الغربية الرد الفلسطيني الذي غالباً ما يكون بمبادرة فردية وبوسائل بدائية، هذا في حين أن وسيلة البطش الصهيونية تكون بترسانة من أحدث الأسلحة وأكثرها فتكاً وتدميراً. توفيق أبو لبيدة - غزة