التطرف هو التهديد الأكبر لوجود الدول والمجتمعات الإسلامية في وقتنا الحاضر، ولا تتوقف مخاطره على التهديد المدمر لأسس الاستقرار الداخلي للكيانات الإسلامية، وإنما تشمل أيضاً إمكانية اتخاذه ذريعة من قبل الدول الكبرى للتدخل في الشؤون الداخلية لشعوب صغيرة ومسالمة، كما رأينا بوضوح بعد جريمة 11 سبتمبر 2001. لكن على من تقع المسؤولية عن صناعة الإرهاب؟ رغم إصرار عدد من الكتاب والمحللين والساسة، على توجيه الاتهام إلى المناهج وبعض المؤسسات التعليمية الدينية، فإنني شخصياً أرى أن خط الإنتاج الأساسي في صناعة الإرهاب هو خط أميركي بامتياز. لقد ساهمت الولايات المتحدة في نشوء هذه الظاهرة على مستويين؛ أولهما سياستها المعروفة خلال الحرب الباردة، حينما شجعت الحركات الإسلامية والجهادية لإسقاط منافسها الاستراتيجي حينئذ الاتحاد السوفييتي، وثانيهما سياستها الظالمة في دعم الكيان الإسرائيلي وحروبه العدوانية وممارساته ضد الحقوق العربية الثابتة، علاوة على موقفها المناهض للديمقراطية في العالم العربي... لتلك الأسباب وغيرها، أقول إن الإرهاب لم ينقصه في السياسة الخارجية الأميركية ما يغذيه ويتذرع به ليقوى وينتشر! فائق النمر- أبوظبي