ربما أمكننا تشبيه جهود السودانيين لتحقيق السلام والوفاق الداخلي في بلادهم، بقصة سيزيف، بطل الأسطورة اليونانية الشهيرة، والذي كان عليه أن يصعد بصخرة كبيرة إلى قمة الجبل، لكن ما أن يقترب من الوصول بها إلى القمة حتى تفلت منه متدحرجة نحو السفح، ثم يكرر محاولته مرة بعد مرة دون توقف! هكذا هو الشأن أيضاً بالنسبة للسودانيين، وما أجروه من مفاوضات على هذه الجبهة أو تلك، ثم ما وقعوه من اتفاقية بين الحكومة وهذا الفريق أو ذاك... لكن الأمور ما تلبث أن تعود إلى حالتها الأولى أو يتجدد القتال على جبهة أخرى! فهل يتصف السودانيون بالفشل إلى هذا الحد؟ وكيف نفهم افتقادهم الثقة في بعضهم بعضاً؟ بل هل هم جميعاً هواة حرب واقتتال وصراع؟ لا يمكن لنا الرد على تلك التساؤلات إيجاباً دون أن نقع في دائرة "العنصرية الثقافية"، أما بإمعان النظر في الظروف والأسباب التي أحاطت النزاعات السودانية الداخلية على اختلافها وفي كل المراحل، فإنه يتضح لنا وجود أيادٍ أجنبية ليست خفية وراء تلك الصراعات، ووراء استمرارها أيضاً! لذلك فإن كثيرين باتوا الآن على قناعة بأن تحقيق سلام ووفاق وطني في السودان، هو أمر عصي جداً وعويص المنال! عمر الحاج- الخرطوم