حلل الدكتور محمد السيد سعيد في مقاله على هذه الصفحات يوم أمس، والذي عنوانه "متى ينجح الشرق الأوسط الإسلامي؟"، عوامل النجاح والفشل في ذلك المشروع الذي ظهر في بعض التصريحات والأدبيات السياسية منذ بعض الوقت. لكنني أؤكد مع الكاتب أن ذلك "الشرق الأوسط الإسلامي" ليس ذا حظ من عوامل النجاح أكثر من نظيره مشروع "الشرق الأوسط الجديد" وقبل ذلك "الشرق الأوسط الكبير". ورغم أن المشروعين الأخيرين حظيا بقبول واحتفاء رسميين من غالبية دول المنطقة، وقد وقفت وراءهما القوة الأعظم في العالم محاولة الدفع بأولهما ثم بثانيهما، دون جدوى ولا فائدة، فإن مشروع "الشرق الأوسط الإسلامي" ينقصه التأييد الرسمي كما يفتقر إلى دول تقبل عضويته؛ فعدا عن إيران، وربما سوريا، فلن يجد ذلك المشروع من يصغي إليه أو يتحدث عنه! وبما أن المشروع ذاته انطلق من طهران، واكتسى طابعاً أيديولوجياً ليس خافياً على أحد، فإن ذلك يزيد من عوامل إخفاقه. وكما بين الكاتب فإن "امتلاك إيران لأسلحة ذرية، يشعل مخاوف شعوب الخليج، بما يشمله من تهديد وتعزيز للهيمنة الإيرانية... وأيضاً لأنه قد يزج بالمنطقة في حروب نووية..."، ولعمري فذلك وحده سبب كافٍ لنفي صفتي الجدية والمصداقية عن مشروع بدايته التوجس الأيديولوجي ونهايته الرعب النووي! نبيل عامر- أبوظبي