من يريد أن يجعل حاضر العراق، انتقاماً من ماضيه، فهو بكل تأكيد لا يريد له البقاء والاستقرار والوئام الداخلي، بل يسعى إلى إشعال صراع طائفي كبير، ينهي كيانه كدولة ويجعل الفيدرالية كوصفة للتقسيم، أمراً واقعاً لا مفر منه! لكن الذين يركبون موجة الطائفية لبلوغ أهداف ضيقة على هذا النحو، سرعان ما سيجدون أنفسهم على موجة القبلية ثم العائلية، وصولاً إلى الذات الفردية، وما ذلك إلا امتداد لتدمير الذات الوطنية نفسها! قد يجد بعض "الساسة" العراقيين في إعدام صدام حسين ما يشفي غليله، وقد يعتقد في عقله الباطن أنه ينال من الماضي وحقبه التاريخية، بل من فئات تعيش معنا في الحاضر وعلى أديم واحد... لكن لنعلم أن صدام مارس العسف والاضطهاد ضد خصومه دون أي اعتبار لانتماءاتهم الطائفية، وإن اعتمد على عائلته وذويه الأدنين، فقد نكّل بكثير من أهل السُّنة، بل صفى أفراداً من أبناء عائلته ذاتها ومن مدينته تكريت أيضاً! أما ما عدا ذلك فهو مجرد محاولة لتبرير ما يقع اليوم من جرائم، وللتستر عليه. لكن لنعلم جميعاً أن فكرة الانتقام والتصفية، ليست أفضل أساس تقوم عليه سلطة أو نظام دولة تحترم نفسها وعقول مواطنيها! حسين عامر- أبوظبي