لم تكن العبارات الدبلوماسية التي استقبلت بها واشنطن نتائج الانتخابات الأخيرة في نيكاراغوا، لتغير من حقيقة الحرج الشديد الذي انتابها جراء عودة الزعيم اليساري دانييل أورتيغا إلى سدة السلطة في ذلك البلد الذي شهد حرباً أهلية دموية كانت الولايات المتحدة ضالعة فيها بقوة خلال ثمانينيات القرن الماضي. فاز أورتيغا بالجولة الأولى لانتخابات الرئاسة، ليستعيد سلطة غادرها مهزوماً بحكم الصناديق الانتخابية قبل 16 عاماً، وعجز عن استرجاعها بانتخابين متواليين. أما واشنطن، فما أن خسر مرشحها لانتخابات نيكاراغوا أمام أورتيغا عام 1985، حتى أنشأت "جيش الكونترا" ليدخل مع "جبهة تحرير ساندينيستا" الماركسية، في حرب دموية راح ضحيتها 50 ألف قتيل خلال خمس سنوات. وفي المقابل ضرب أورتيجا مثلاً على احترام العملية الديمقراطية، إذ تنحَّى عن الحكم حين هزمه خصمه اليميني في انتخابات عام 1990، وعاد كأي مواطن يمارس حياته العادية، ولم يلجأ إلى العنف إثر أي من هزائمه الانتخابية! واليوم يعود أورتيجا إلى السلطة، بينما يحكم اليسار في عدد من دول أميركا اللاتينية التي طالما اعتبرتها واشنطن حديقتها الخلفية... فهل حقاً بدأ العد العكسي لنهاية الهيمنة الأميركية على العالم؟! سمير عبدالهادي- الشارقة