محجوب عثمان هو أحد مثقفي السودان القلائل الذين نقرأ لهم خارج أرض الوطن، وهو إعلامي مخضرم ووزير سابق وصاحب ماضٍ يساري معروف... ولتلك الأسباب كلها كان لنا أن نتوقع منه أن يسخِّر قلمه لما يخدم الحقيقة ويفيد السودان ويقوي وحدته الوطنية ويعزز استقلاله القومي... أما أن يدفعه خلافه مع النظام القائم، وموقفه الأيديولوجي من الجماعة الإسلامية الحاكمة، إلى الوقوع في مغالطات وتبني مماحكات أجنبية لم تعد منطلية على كثيرين، فذلك آخر ما يتوقعه المرء! لا أريد القول من أي منطلق يكتب عثمان عن قضية دارفور، ولكنه في مقاله الأخير "مساعٍ من أجل دارفور" (السبت، 11 نوفمبر 2006)، تناول الموضوع من وجهة نظر أجنبية لمنظمات قلّما اتصفت بالحياد والموضوعية والنزاهة، فيما يخص قضايا السودان. وقد تحدث عن "الجنجويد" كميليشيا عربية تدعمها الحكومة، مشيراً إلى أن "تقارير"، لم يسمِّ مصدرها، أثبتت مقتل المئات على أيدي "الجنجويد"! لكن القارئ الفطن لابد أنه عرف "التقارير" الافتراضية المذكورة! كما لابد أن يتساءل: هل "الجنجويد" هي ميليشيا عربية حقاً، أم هي في الواقع عصابات نهب أفريقية، كما يعرف جميع السودانيين؟ وإن كانت عربية، وبشعة إلى هذا الحد، فلمَ لم تستطع أي جهة من الجهات التي تُعد "التقارير" عن أعمال "الجنجويد" المرعبة، أن تنشر لها صورة واحدة إلى الآن؟ عمر حمزة- أبوظبي