تسعى إسرائيل دائماً إلى التفرقة بين القوى السياسية في لبنان وفلسطين. وهذه التفرقة ربما تكون سياسية أو عسكرية أو مذهبية أو دينية. وللدور الإسرائيلي براعة مميزة ودور رئيس، ولها اليد الطولى في هذا المضمار الذي تجيده بدرجة امتياز، وهي تراهن عليه دائماً والذي لا يقل خطورة عن الحروب، لما له من دور هدّام وأثر سيئ. هذه الانقسامات تؤدي إلى هدر القوة والطاقة في مجابهة إسرائيل. ثم أخيراً تصريح "حالوتس" باستعمال كافة الوسائل ضد المقاومة الإسلامية لنزع سلاحها. إسرائيل تتبع سلاح الابتزاز ضد المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان، فكانت أثناء الحساب مع لبنان تتبع طريقة القصف التفاوضي حسب ما صرح به أحد رجال المقاومة، أي أنها تتفاوض أثناء الحرب لفرض شروط مذلّة على لبنان ونزع سلاح المقاومة الإسلامية عن طريق قصف جهة ما، فإذا لم تستجب قصفت إسرائيل منطقة أخرى وهكذا، وذلك قبل وقف إطلاق النار للابتزاز وجس النبض. تل أبيب تتبع نفس الطريقة داخل فلسطين في موقفها من "حماس"، فهي تستعمل الناحية الاقتصادية للضغط عليها لابتزازها، فهي تدعم السلطة، وتُضعف الحركة الإسلامية، وهو نفس الأسلوب الابتزازي الذي اتبعته في لبنان. بل هناك ابتزاز تمارسه تل أبيب على الصعيد العالمي، فالصهاينة يحاولون تأليب الأديان بعضها ضد بعض حتى يُحدثوا نوعاً من الفتنة في العالم بحيث إن كل من يصرح ضد إسرائيل، فهو عدو للسامية وتصريحاته ضد السامية. لم تعد إسرائيل عدواً فقط للعرب، بل هي عدو لكل البشرية. هاني سعيد- أبوظبي