بعبارة "إخوتي الفلسطينيين: لقد ولَّى زمن الحرب"، نشرت "وجهات نظر" يوم أول من أمس الجمعة مقالاً للأستاذ يوسف إبراهيم. والأسف طرح الكاتب رؤية مفعمة بالإحباط، عندما أشار إلى أنه من الصعب التعويل على حرب فلسطينية- إسرائيلية، أو عربية- إسرائيلية، خاصة وأن الدول العربية الكبرى إما أنها وقعت معاهدات سلام مع إسرائيل أو أنها مشغولة بتنمية شعوبها. السؤال هنا: ما جدوى هذا الكلام المفعم باليأس والإحباط، في وقت تتحطم فيه أي رؤية واقعية للسلام، في ظل المجازر الإسرائيلية المتواصلة، التي تمر دون عقاب أو حتى تنديد أممي. وأقول للأستاذ يوسف إبراهيم: ما هو الحل؟ السلام يتلاشى وتحل محله المجازر، والقضية الفلسطينية تتآكل يوماً إثر يوم بعد التدخل الدولي السافر في شؤون الحكومة الفلسطينية. وهل إسرائيل جادة في عملية السلام؟ المطلوب الآن الحفاظ على وحدة الجبهة الداخلية الفلسطينية، لأن اختزال المسألة في ترك السلاح والتخلي عن المقاومة، أمر سابق لأوانه، فلم يعد لدى الفلسطينيين الآن أي سلاح سوى، صمودهم وإرادتهم. الكُتاب العرب في حاجة إلى التفكير الإيجابي تجاه القضية الفلسطينية، لا إحباط القوى التي تدفع أرواحها ثمناً للنضال. وليضع الكاتب نفسه مكان من يفقد منزله وأسرته وكل ممتلكاته في فلسطين جراء العدوان الإسرائيلي اليومي، هل سيفكر بالمنطق ذاته؟ من المؤكد لا. عبدالكريم فتحي- القاهرة