الحقيقة أن الجميع كانوا يتوقعون فوز "الديمقراطيين"، ولكن ليس بالمجلسين، مجلس النواب ومجلس الشيوخ لأول مرة بعد اثني عشر عاماً. أما التغيير فهو متوقع لأنهم يسيطرون الآن على الكونجرس، كما أنه يصعب على "الجمهوريين" اتخاذ قرارات جديدة. التغيير بدأ بوزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد، لأنه كان موضع انتقاد حتى في صحف العسكريين الذين نادوا باستقالته لأنه السبب في سوء إدارة الحرب في العراق والأخطاء التي ارتكبها لا يمكن السماح بها لو كان غيره مسؤولاً عنها. لاشك أن رامسفيلد هو أول ضحية لهزيمة "الجمهوريين"، وسيتبعه ضحايا آخرون، فهل تكون الرأس الثانية ديك تشيني نائب الرئيس؟ بقي على العالم أن يتابع ما الذي سيحدث في العراق ولو بعد حين؟ لأن "الديمقراطيين"، تعهدوا بالتغيير ووضع جدول زمني للخروج من المأزق العراقي العصيّ على الحل. والسؤال الذي أود أن أطرحه هو أن التغيير طالما حدث في الرأس فلابد أن يؤثر على سائر الأعضاء. ليس لديّ أي شك في أن التصالح والتسامح واردان، ولكن الاقتتال سيستمر لفترة ولو أنه سيتبعه تقارب ومفاوضات سرية، ولربما علنية. إن أحداثاً كبيرة تلوح في سماء العراق ولربما تنعكس على محاربة الإرهاب، الشماعة التي علق عليها "الجمهوريون" ثيابهم لفترة طويلة. منصف أبوبكر- أبوظبي