هزيمة لبوش من العيار الثقيل... ولا للصمت على انتهاكات بيونج يانج انتخابات الكونجرس هزيمة لبوش من العيار الثقيل، وصمت سيئول على انتهاكات بيونج يانج في مسألة حقوق الإنسان لن يؤدي إلى تخلي كوريا الشمالية عن برنامجها النووي، ولا مناص من انسحاب أميركي من العراق، والصين قادرة على تقديم العون لأفريقيا... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. "حرب داخل الوطن": اختارت "سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية، هذه العبارة عنواناً لافتتاحيتها يوم أمس الخميس، قائلة إن "من شابه أباه فما ظلم"، فالرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب، مُني بهزيمة فادحة عام 1992 رغم الانتصار الذي حققه في حرب الخليج الثانية ضد العراق، والآن تعرض جورج بوش الابن لهزيمة سياسية من العيار الثقيل أيضاً بسبب العراق. بوش الأب قرر ألا يغزو العراق، لكن ابنه فعل، والنتيجة أن كليهما خسر تركته السياسية. يوم أول من أمس الأربعاء، فقد "الجمهوريون" السيطرة على الكونجرس، بعد أن هيمنوا عليه 12 عاماً، مما يعني أن الحرب على العراق قد وصلت تداعياتها إلى بوابة البيت الأبيض. "الديمقراطيون" الآن أغلبية في مجلس "النواب"، الذي تتزعمه الآن "نانسي بيلوسي"، لتصبح أول امرأة تحتل هذا المنصب، وليكون الرئيس الأميركي أمام كونجرس معارض له، وهو تطور لم يشهده الرئيس بوش من قبل، وربما يفقد "الجمهوريون" سيطرتهم على مجلس الشيوخ. الصحيفة ترى أن "الجمهوريين" سيطروا خلال السنوات الست الماضية على أهم مؤسسات صنع القرار في الولايات المتحدة، كالبيت الأبيض والكونجرس بمجلسيه، ومن الصعب إنكار ما حققوه من تقدم سواء في الاقتصاد أو مكافحة البطالة وحماية أميركا من التعرض لهجمات إرهابية جديدة، أما "الديمقراطيون" فينظرون إلى أن سيطرة "الجمهوريين" على القرار الأميركي أدت إلى عجز في الموازنة الأميركية وإلى تنامي العداء للولايات المتحدة على الصعيد العالمي، وحسب هذه الرؤية ربما تتجه واشنطن، في المستقبل، نحو سياسات أكثر انعزالية. كوريا الشمالية وانتهاكات حقوق الإنسان: خصصت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية افتتاحيتها يوم أمس الخميس للانتهاكات التي ترتكبها بيونج يانج في مجال حقوق الإنسان. وحسب الصحيفة، فإن "اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في كوريا" كسرت أخيراً جدار الصمت والجبن وتطرقت إلى انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، وأصدرت كتاباً حول حالة حقوق الإنسان في ظل نظام بيونج يانج الشيوعي. اللجنة التي تأسست عام 2001 اختارت الصمت تجاه هذه المسألة، لكن منذ عام 2004 تتلقى اللجنة تمويلاً سنوياً قدره 140 مليون "وون" (العملة الكورية الجنوبية)، وخلال عام 2005 تعرضت اللجنة لانتقادات حادة عندما أفصحت عن فشلها في إصدار استطلاع عن حالة حقوق الإنسان في كوريا الشمالية يستمد معلوماته من مقابلات مع معارضين كوريين شماليين. اللجنة أصدرت كتاباً عن حقوق الإنسان في كوريا الشمالية أعده ثمانية أكاديميين وخبراء كوريين شماليين رسموا صورة عن مأساة حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، من خلال معلومات حصلوا عليها من 200 ألف سجين سياسي، تعرضوا لفظاعات داخل ما يسمونه "ورش انتهاكات حقوق الإنسان". وحسب الصحيفة فإن ثمة مسودة قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة أعدها الاتحاد الأوروبي واليابان لإدانة انتهاكات بيونج يانج في مجال حقوق الإنسان. وبالنسبة لحكومة "رو مو هيان"، فإن الاستمرار في سياسة "الارتباط" تجاه كوريا الشمالية، يعني أن سيئول اختارت الصمت عن انتهاكات الشطر الشمالي من شبه الجزيرة الكورية في وقت يدين فيه المجتمع الدولي جرائم "كيم جونج إيل" ضد الإنسانية. المهم، حسب الصحيفة، أن يدرك الرئيس الكوري الجنوبي أن الصمت تجاه انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية لن يؤدي إلى نزع سلاح بيونج يانج النووي. "لننسحب من العراق الآن": هكذا عنون "روري ستيوارت"، مقاله يوم الأربعاء الماضي، مشيراً إلى أن كثيراً من "الديمقراطيين" و"الجمهوريين" يعتقدون أن المشكلة الرئيسية في العراق تتمثل في خطط وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد، لكن يبدو أن كافة الأطياف السياسية في أميركا أخطأت، كونها افترضت أن قوات التحالف بمقدورها لعب دور إيجابي يستطيع الأميركيون من خلاله بناء تكتيكات ناجعة في بلاد الرافدين. لكن في الحقيقة نجد أن المشكلة الأساسية لا تكمن في التكتيكات بل في الوجود الأميركي داخل العراق. "ستيوارت" يرى أن الأميركيين بحاجة إلى انسحاب فوري من بلاد الرافدين لتجنب مزيد من الخسائر، فمعظم العراقيين يكرهون القوات الأميركية لسبب بسيط هو أن هذه القوات أميركية، ومن ثم فإن مضاعفة حجم الوجود العسكري في العراق ستفاقم شعور العراقيين بالاستياء، خاصة وأنها فشلت حتى الآن في هزيمة "التمرد"، وبالإضافة إلى ذلك، فإن المؤسسات الأميركية داخل العراق غير ملائمة لتحقيق النجاح في عملية إعادة إعمار العراق، فليست لدى الأميركيين كوادر بشرية أو ثقافة سياسية تضمن النجاح في هكذا عملية. ساسة العراق في حاجة لبناء دولة قادرة على مواجهة التمرد، لكن الوجود الأميركي يشجع هؤلاء الساسة على التصلب في مواقفهم والاعتماد على قوات التحالف في مواجهة خصومهم، والغريب أن هؤلاء الساسة عندما يبدون مرونة في التعامل مع قضايا العراق يتعرضون لمواقف أميركية مُحبطة. الوجود العسكري الأميركي يجعل العراقيين أقل رغبة في القتال، فمعظم العراقيين أصبحوا براجماتيين يتجنبون خوض القتال طالما أن قوات التحالف تقوم بالمهمة نيابة عنهم. ومن ثم فإن الانسحاب الأميركي سيجرد قوى التمرد من مبررات وجودها وحصولها على الدعم وسيجبر العراقيين على تحمل مسؤولياتهم. الصين والتنافس على أفريقيا: في افتتاحيتها لأول من أمس الأربعاء، وبمناسبة القمة الأفريقية- الصينية التي انعقدت يوم السبت الماضي بالعاصمة الصينية بكين، وتحت عنوان "دَفعة صينية نحو أفريقيا"، نشرت "ذي ستريتس تايمز" السنغافورية افتتاحية رأت خلالها أن التوجه الصيني نحو تمتين العلاقات مع الدول الأفريقية الفاشلة والتي تمتلك موارد طبيعية هائلة، تطور يسهل على الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي واليابان تشويهه، ووصفه بأنه "شكل جديد من الإمبريالية الاقتصادية"، خاصة وأن هذه الدول يمكن وصفها بـ"المنافس الغيور" بالنسبة للصين. الصحيفة أشارت إلى أن أوروبا استغلت ثروات أفريقيا الطبيعية في القرنين التاسع عشر والعشرين، في حين دشنت الصين، وبصبر واضح، علاقات شراكة مع الأفارقة بدءاً منذ خمسينيات القرن العشرين. الصين بنت للدول الأفريقية طرقاً وخطوط سكك حديدية ومستشفيات واستثمرت مع الأفارقة في مشروعات مشتركة. الصين تنتهج سياسات واقعية مع دول القارة السمراء، خاصة وأن المؤسسات في البلدان الأفريقية وحالتها التنموية ليست أفضل بكثير من الأوضاع التي شهدتها هذه الدول إبان الاحتلال الأوروبي، أو بالأحرى الهيمنة الأجنبية على القارة. وحسب الصحيفة بمقدور بكين تقديم خدمة جليلة لأفريقيا عبر الاستثمار في القطاعات الإنتاجية وتدشين البنى التحتية وتقديم المشورة التقنية وذلك كله مقابل الحصول على مزايا تجارية متمثلة في استيراد المواد الخام الأفريقية. إعداد: طه حسيب