أود التعقيب على مقال الدكتور محمد عابد الجابري المعنون: "تصحيحاً لخطاب البابا... آيات السيف دفاعية"، والمنشور في صفحات "وجهات نظر" يوم الثلاثاء 7 نوفمبر الجاري، وذلك بإبداء ملاحظتين اثنتين فقط. أولاً: إن سبب الخطأ الذي وقع فيه البابا هو انطلاقه في محاضرته تلك من بعض الأحكام المسبقة، فرأس الكنيسة الكاثوليكية تلقى تكوينه الفكري والديني في أوساط دينية كاثوليكية توارثت تقاليد التهجم على الأديان الأخرى منذ زمن الحروب الصليبية والعصور الوسطى المظلمة ومحاكم التفتيش. وما دام البابا تلقى تعليمه في مثل تلك الأوساط فلا غرابة أن يكون قد علق بذهنه من الأحكام المسبقة الخاطئة عن الإسلام الكثير والكثير، مما قد يكون هو نفسه لا يدرك بالقدر الكافي حجم خطئه وخطله ومنافاته للواقع وللحقيقة. ثانياً، ليس الرد المناسب على البابا، حسب رأيي، بتوظيف نصوص إسلامية لأن البابا من الناحية العقيدية خارج المنظومة العقيدية الإسلامية، بل كان الأولى بالكاتب أن يثبت للبابا عدم صحة ادعاءاته هو عن العقيدة الكنسية وزعمه بأنها تنبذ العنف وفرض الدين بحد السيف. لأن العكس هو الصحيح، حسب رأيي، فتاريخ الحروب الصليبية، وحروب استعادة الأندلس، والممارسات التي تلت ذلك في عهد الكشوف في أميركا وأفريقيا وآسيا، ينسف ما ادعاه البابا. وبعبارة أوضح كان على الجابري أن يتبع طريقة "هجومية" منهجية في الرد لا طريقة دفاعية لا يسلم البابا بمسلَّماتها وإطارها المرجعي مع الكاتب. منصور زيدان - دبي