أظهرت الولايات المتحدة مرة أخرى أنها لا تريد إلا مصلحتها، خاصة إذا ما سارت في طريق النصائح والمطالبات التي يطرحها ويليام ئي. أودوم، وغيره من المثقفين والكتاب الذين أصبح صوتهم عالياً ومسموعاً هذه الأيام في واشنطن. ففي مقاله "أربع مبادرات مطلوبة للخروج من العراق"، والذي نشر هنا يوم الاثنين الماضي، يقول أودوم بنص العبارة: "يجب علينا أن نخرج من العراق بشكل سريع تكتيكياً كي نستطيع أن نحقق النجاح استراتيجياً. فالولايات المتحدة في حاجة إلى استرداد سمعتها". وإن كان بعض العرب سيجدون في هذا المقال ما يدعوهم إلى الفرح والتصفيق، على اعتبار أن الولايات المتحدة هزمت في العراق، فإني لا أرى فيه أية إشارة إيجابية. فإذا ما خرجت الولايات المتحدة من العراق الآن، وبالطريقة التي يريدها الكاتب، فإن المحصلة لذلك هي سقوطها وسقوط العراق معاً. ستسقط الدولة الأعظم لأنها ستكون قد استسلمت للهزيمة أمام مسلحي "القاعدة"، وسيسقط العراق لأنه سيبقى هو أيضاً أسيراً لـ"القاعدة" ولعنف طائفي بلا حدود. من هنا فإنه إذا كانت أميركا غير معنية بمصلحة العراق، فعليها أن تهتم قليلاً بمستقبلها كقوة عظمى، وأن تتريث حتى يأتي الوقت المناسب لخروجها! حسين جعفر- دبي