لم يكن أحد يتصور قبل عقد من الزمن أن يشاهد العالم يتحول نحو الشرق الذي أصبح كتلة اقتصادية متينة، وتتقدم كل يوم. اليوم كل الأنظار تتطلع إلى الأقطاب الشرقية، الصين والهند وروسيا كقوى عسكرية لا يمكن تجاهلها، ولاشك أن أميركا والغرب يحسبان لهذه الأقطاب المتنامية ألف حساب. اتسعت دائرة المصالح الصينية وأفردت ذراعيها على مصادر الطاقة، فعقدت عشرات بل مئات الاتفاقيات مع كل العالم المنتج للطاقة وبالمقابل تصاعد التبادل التجاري مع تلك البلدان. الملفت للنظر أن تُعقد قمة صينية- أفريقية مع حوالى خمسين دولة أفريقية، وتبرم خلالها اتفاقيات اقتصادية وصلت إلى المئات دون تعقيدات أميركا والغرب، ففي كثير من الأحيان يربط الغرب الاقتصاد بالسياسة عبر شروط تعجيزية لتقديم المساعدات، أما الصين فلا تقوم بهذا الربط، عند تعاملها مع البلدان الأفريقية. دخلت الصين على تلك البلدان التي هي في أشد الحاجة إلى العون حتى ينهض اقتصادها. بكين تعهدت بمساعدة دول أفريقيا وضاعفت المعونات التي تمنحها إياها كما رصدت ملياري دولار للتسهيلات الائتمانية التي تنوي تقديمها لدول القارة السمراء. أهداف الصين واضحة دون غموض ولا خداع، إنها الطاقة التي تريد ضمان مصادرها. الصين تريد توسيع ارتباطاتها التجارية والتقنية وانعكس ذلك في تعاونها مع مصر، حيث اتفقت أن تبني مصانع في مصر وأن تدشن فيها مدينة تقنية. منصف أبوبكر- أبوظبي