الأميركيون سئموا أدلجة القضايا... وبيونج يانج تسعى لتدشين "تحالفات مضادة" أجواء انتخابات التجديد النصفي المقرر إجراؤها غداً الثلاثاء، ومدى مشاركة الشباب فيها، والدعوة للتخلي عن التجاذبات الأيديولوجية في حل مشكلات أميركا، وانتقاد قرار إنهاء مهمة المفتش العام على عملية إعادة إعمار العراق، والتشكيك في جدوى عودة بيونج يانج للمحادثات السداسية. موضوعات نعرض لها ضمن جولة أسبوعية في الصحافة الأميركية. هل يصوت الشباب في 7 نوفمبر؟ خصصت "كريستيان ساينس مونيتور" افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي، لرصد موقف الشباب من انتخابات التجديد النصفي، المزمع إجراؤها يوم غد الثلاثاء. وحسب الصحيفة، فإن شباب أميركا يؤمنون بالأمم المتحدة أكثر من إيمانهم بالكونجرس، ويميلون إلى التطوع لاختبار سلعة أو منتج ما أكثر من ميلهم إلى التصويت في الانتخابات. استطلاعات الرأي تقول إن معظم الشباب يدركون أهمية الانتخابات لكنهم لا يذهبون إلى صناديق الاقتراع، ومن ثم يصعب الاعتقاد بأن الشباب سيسجلون رقماً قياسياً في انتخابات 7 نوفمبر. غير أن استطلاعاً للرأي أجراه "معهد السياسات" بجامعة "هارفارد" جاءت نتائجه كالتالي: 32% ممن تراوح أعمارهم من 18 إلى 24 عاماً قالوا إنهم سيصوتون يوم غدٍ الثلاثاء، وإذا تحقق ذلك، فإنهم سيسجلون نسبة تصويت قياسية جديدة في انتخابات التجديد النصفي، أعلى من نسبة 26.6% التي تحققت عام 1982. معدل مشاركة الشباب في آخر أربعة انتخابات أجريت للتجديد النصفي في الكونجرس هي 21%، أما نسبة المصوتين ممن تزيد أعمارهم على 25 سنة فوصلت إلى 51%. وحسب الصحيفة، فإن انخفاض معدلات مشاركة الشباب في انتخابات الكونجرس ليست غريبة على جيل 93% منه لا يقرؤون الصحف اليومية، ويعتقدون أن نشرة أخبار محطة "كوميدي تي. في"، مصدرهم الرئيسي للمعلومات. الأحزاب السياسية تحاول تشجيع الشباب على المشاركة في الانتخابات، وتنفق ملايين الدولارات على تعبئة هذه الشريحة من الناخبين، من خلال شبكة الانترنت والاتصالات الهاتفية لتحفيز الشباب على التصويت. ويتعين على الولايات المتحدة لعب دور في إلزام الشباب بتسجيل أنفسهم في مراكز الاقتراع، خاصة ممن لا يلتحقون بالجامعات، فمن الممكن النهوض بالديمقراطية الأميركية إذا تم التغلب على تجاهل الشباب للعملية الانتخابية. لنتحرك باتجاه "الوسط": هكذا عنونت "نيوزداي" افتتاحيتها يوم أمس الأحد، مشيرة إلى أنه من دون وضع نهاية لسياسات "الجمهوريين" الذين يؤدلجون القضايا، سيكون من الصعب على الولايات المتحدة حل مشكلاتها المستعصية. الصحيفة ترى أنه إذا كان ثمة شيء يمكن استنتاجه من أجواء انتخابات التجديد النصفي، فهو أن أميركا سئمت المناظرات والجدل البينزطي حول الملفات الشائكة. لقد حان الوقت لسياسيي أميركا سواء كانوا من "اليمين" أو "اليسار" أن يعودوا إلى تيار "الوسط" الذي من خلاله يستطيعون العثور على حلول عملية واقعية للمشكلات الراهنة. "العراق وتضليل دافعي الضرائب": بهذه العبارة عنونت "نيويورك تايمز"، يوم أول من أمس السبت، افتتاحيتها، لتتوصل إلى استنتاج مفاده أنه على الرغم من الحديث الدائر حول وضع جدول زمني صارم لضبط الأمن في العراق، فإن هذا البلد لا يزال يخوض مأساة لا يعرف أحد نهايتها، وثمة دلائل على أن عقود إعادة الإعمار ستبدد أموال دافعي الضرائب في أميركا، دون أن تتحقق النتائج التي وعد الأميركيون العراقيين بتحقيقها. الصحيفة أشارت إلى أن الكونجرس الذي يسيطر عليه "الجمهوريون" صوت على وضع نهاية لمهمة "المفتش الخاص المعني بإعادة إعمار العراق" بحلول الأول من أكتوبر 2007، علماً بأن هذا المفتش يعد أحد أهم القادرين على إجراء رقابة فاعلة على عملية إعادة الإعمار في بلاد الرافدين. تحديد موعد انتهاء مهمة هذا "المفتش" جاء ضمن قرار اتخذه "دونكان هنتر" رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، لكن يجب التراجع عن هذا القرار بعد أن يتم انتخاب الكونجرس الجديد خلال الأسبوع المقبل. من الممكن العدول عن هكذا قرار، حتى ولو واصل "الجمهوريون" السيطرة على الكونجرس، خاصة وأن مجلسي "الشيوخ" و"النواب"، في العادة، لا يضعان موعداً للقرارات الصادرة منهما، وإذا خسر "الجمهوريون" في انتخابات التجديد النصفي، ولم يعودوا أغلبية في مجلس "النواب"، فإن "هنتر" لن يكون قادراً على تنفيذ قراره بشأن مهمة التفتيش عن إعادة الإعمار في العراق. وحسب الصحيفة، فإن مكتب "المفتش الخاص"، يديره "ستيوارت براون"، وهو محامٍ "جمهوري" عمل لدى جورج بوش في واشنطن وتكساس، ويحظى باحترام "الديمقراطيين" و"الجمهوريين" لجودة تقاريره وتحقيقاته. ومن إنجازات مكتب "المفتش الخاص" أنه لفت انتباه الكونجرس إلى إخفاقات وزارة الدفاع في مسألة إعادة الإعمار، خاصة ما يتعلق بالعقود المبرمة مع شركتي "هاليبرتون" و"بارسونز". ميزة المكتب أنه يتمتع بدرجة كبيرة من الاستقلالية لا تتمتع بها الجهات المعنية بالتحقيقات سواء في وزارة الدفاع أو الخارجية الأميركية. الصحيفة ترى أن "هنتر" الذي يتطلع للترشح في انتخابات الرئاسة المقبلة، يصر على أنه لا إدارة الرئيس بوش ولا مقاولو وزارة الدفاع الذين تعرضوا لانتقادات في تقارير "المفتش العام" قد لعبا دوراً في قرار إنهاء مهمة المكتب. "لعبة بيونج يانج": استخدمت "لوس أنجلوس تايمز"، هذه العبارة عنواناً لافتتاحيتها المنشورة يوم الأربعاء الماضي، مستنتجة أن قرار كوريا الشمالية الخاص بالعودة إلى المحادثات السداسية كان انتصاراً دبلوماسياً لكل من واشنطن وبكين، لكن، حسب الصحيفة، ثمة أسباب تدعو إلى التشكيك في دوافع بيونج يانج من وراء هذا القرار. الصحيفة وصفت الرئيس الكوري الشمالي "كيم جونج إيل"، بأنه بارع في إضعاف التحالفات الدبلوماسية التي تسعى للضغط عليه، ومن ثم كان قرار العودة إلى المحادثات السداسية ليس إلا محاولة منه لاحتواء العقوبات الدولية التي أقرها مجلس الأمن على بلاده. الصين وكوريا الجنوبية ترددتا كثيراً في تطبيق عقوبات ذات تأثير على كوريا الشمالية، لكن يبدو أن "كيم" يواجه، بعد تجربته النووية، تحالفاً دولياً أقوى من ذي قبل، مما جعل بيونج يانج تفكر في أن عودتها للمحادثات قد تثني سيئول وبكين عن الالتزام بالعقوبات الأممية المفروضة على نظام "كيم جونج إيل". الصحيفة رأت أن بيونج يانج تحاول استهلاك الوقت في بناء تحالفات مضادة، وهو السيناريو نفسه الذي انتهجه صدام حسين وتحاول الآن كل من إيران والسودان تطبيقه. أما "نيويورك تايمز"، فنشرت يوم أمس افتتاحية خلصت خلالها إلى أنه من المستحيل معرفة ما إذا كان "القائد العزيز" كيم يونج إيل سيتخلى عن أسلحته النووية أو يقايضها بثمن. ورغم ذلك يتعين على البيت الأبيض اختبار مدى إمكانية تخلي "كيم" عن هذه الأسلحة. إعداد: طه حسيب