هناك صحوة انتشرت في عدد من دول أميركا الجنوبية، قوامها التصميم على محاربة الفقر. ففي فنزويلا وبوليفيا والبرازيل، أكد الساسة على أن هدفهم الرئيسي هو توزيع الثروة توزيعاً عادلاً، لأن وجود خلل في توزيع هذه الموارد، يزيد اليأس والإحباط حتى يصبح هذا الأخير قنابل موقوتة قابلة للانفجار، وهذا ما شاهدناه في بعض أغنى البلدان حين خرج الفقراء إلى الشوارع وهاجموا كل المتاجر ونهبوها وحطموا ما لم يستطيعوا حمله. هذه الصحوة ترجمها كل من "هوجو شافيز" و"إيفو موراليس" و"لولا دا سيلفا" بإجراءات الحد من احتكار الشركات التي تنال نصيب الأسد، ولا تنال حكوات أميركا اللاتينية إلا القليل. هناك تصميم وإرادة ظهرت بشائرهما في كل من فنزويلا وبوليفيا ووعوداً جازمة من الرئيس البرزايلي "لولا دا سيلفا" عندما تم انتخابه مؤخراً بأنه سيوجه اهتمامه إلى رفع العبء عن الفقراء والعاطلين إلى جانب إنعاش الاقتصاد الذي هو ضروري لزيادة موارد الدولة. الجيل الجديد من الرؤساء الإصلاحيين في أميركا اللاتينية اكتشف فجأة أن تلك البلدان لم تلتفت إلى التخفيف من مستويات الفقر، وكان كل توجهها نحو الاستثمار وإنعاش الطبقات المستفيدة من خطط الإنعاش الاقتصادي التي تضخمت. والحذر هنا من العولمة التي تركز أكثر على دخول رأس المال المُستغِل، وتكتشف فجأة أن أصحاب الأرض يتضررون ويتضورون، وهذا ما حدث في أميركا الجنوبية. منصف أبوبكر- أبوظبي