بعد مطالعتي مقال "ثورة المجر المغدورة قبل نصف قرن.. دروس وذكريات"، للأستاذ ويليام فاف، والمنشور في "وجهات نظر" يوم الجمعة الماضي أود أن أشير إلى أن المقال لم يكن مركّزاً من حيث سرد الحقائق بموضوعية، بل كان بمثابة كلمات مبعثرة، ذلك لأن الكاتب، لم يقدم شرحاً عن حلف "وارسو" ولا عن سبب تخلي الدول التابعة لهذا الحلف عن عضويتها فيه، مما أدى إلى تفكيكه. أما الثورة المجرية، فقد قامت فعلاً نتيجة التسلط الشيوعي والتبعية المطلقهة له ولمبادئه، وللتدليل على ذلك، أسوق مثالاً بسيطاً، لقد قمت بزيارة للمجر في الثمانينيات وكانت زيارة عائلية تمكنت خلالها من الاختلاط ببعض العائلات المجرية، حتى أنه في يوم من الأيام وقع نظري على مجلة كان يتصدرها على الغلاف صورة للعذراء مريم، فسألت الحاضرين: هل تعلمون من هي هذه؟ فلم يعرفوا واتضح أنه لا دين لهم، حتى قيل لنا إنهم لا يعرفون أماكن للعبادة، كل هذا نتيجة السيطرة الشيوعية على البلاد. الكاتب أشار أيضاً إلى أن المفاوضات ليست الأسلوب الذي يفضله الأميركان. هذا باختصار يثبت أن حلف "الناتو" وحلف "وارسو" كانا على الدرجة نفسها من السوء، على الرغم من كونهما خصمين في المبدأ، وفي الطريقة المتبعة والأسلوب، فهذا لا ينفي عنهما صفة السيطرة والتسلط. هاني سعيد- أبوظبي