تحت عنوان "إرث الاستبداد العراقي... ليس خطأ أميركياً!"، نشرت "وجهات نظر"، يوم الجمعة الماضي مقالاً للأستاذ يوسف إبراهيم. وبعد قراءتي لهذا المقال، أرى أن القضية التي تناولها الكاتب، هي الغائب الأكبر في النقاش الدائر حول العراق وغيره من ساحات الانتقال إلى الديمقراطية المشار إليها في المقال. أتفق مع الكاتب تماماً على أن حالة العقلية العربية النابعة من تركيبة المجتمع وتاريخه سبب أساسي لهذا الفشل عندنا نحن العرب، وليس التدخل الأجنبي وحده، ولكنني أضيف إليه، من واقع تحليل التجارب العربية عموماً، سبباً آخر وهو ضعف الرصيد الاستناري العلماني والديمقراطي في العالم العربي. لعب "القوميون" و"اليساريون" في العالم العربي عموماً دوراً في إضعاف إمكانية التعويض عن شح الرصيد الاستناري في مجتمعاتنا العربية، وذلك بسبب التركيز المبالغ فيه على "الديمقراطية الاجتماعية". والنتيجة هي أن نظاماً مثل "البعث" في عراق صدام حسين، تحول في النهاية إلى نظام غير علماني، مما أوجد الأرضية اللازمة لنمو التطرف الديني. وهذه نقطة اختلاف مع كاتب المقال الذي لا يفرق بين مرحلتين في نظام صدام. كامل معروف- أبوظبي