عرض الكاتب البريطاني باتريك سيل في مقاله: "الذكرى الأولى لعنف الضواحي... ومعضلة إدماج المهاجرين"، المنشور في هذه الجريدة الغراء يوم الاثنين الماضي رؤية لقضية الضواحي في فرنسا، لا تخلو من النباهة والموضوعية، وعلى نحو يوحي بأن الكاتب على اطلاع واسع بأبعاد هذه المشكلة التي لم يعد تأثيرها ماساً ببنية المجتمع الفرنسي وحده بل أصبحت مطروحة في مجتمعات أوروبية عديدة أخرى. وما أود إضافته إلى ما أبداه الكاتب في مقاله الموضوعي ذلك هو أن منشأ كل صنوف المعاناة والظواهر السلبية المرتبطة بالضواحي فرنسياً وأوروبياً هو التفاوت الاجتماعي في الفرص والحظوظ بين سكان الضاحية وبين سكان المدينة. وبعبارة أخرى بين المواطنين الأوروبيين ذوي الأصول المهاجرة، وبين ذوي الأصول الأوروبية الصميمة. ومع كل تنامٍ وصعود لتيارات التطرف واليمين العنصري في الدول الأوروبية يعاد طرح قضية المهاجرين، والمواطنين ذوي الأصول غير الأوروبية، وتعود مشكلة الضواحي إلى الواجهة مجدداً. ومشكلة اليمين الأوروبي المتطرف هي غباؤه واختزاله لقضية الضواحي في "غزو" مهاجرين لأوروبا، لأنه لا يتفطن إلى دور المهاجرين في إعادة بناء اقتصادات الدول الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية. ولا إلى دور الآلاف منهم الذين ماتوا على الجبهات دفاعاً عن حرية واستقلال هذه الدولة الأوروبية أو تلك ضد الغزو النازي. كما يتعامى اليمين عن الشعارات البراقة حول "المساواة" و"الديمقراطية" عندما يتعلق الأمر بالمهاجرين أو ذوي الأصول المهاجرة تحديداً. بوعلام الأخضر - باريس