قرأت المقال الذي كتبه الدكتور وحيد عبدالمجيد في صفحات "وجهات نظر" يوم أمس الخميس تحت عنوان: "كيف صارت واشنطن بلا خيار؟"، وضمن تعقيبي عليه أود أن ألفت الانتباه إلى أن ما تجنيه اليوم الإدارة الأميركية الحالية من حصاد مُر هو ما زرعته بيدها، ففي هذه الأيام التي تجد فيها نفسها أمام تحديات لا نهاية لها في العراق وإيران وكوريا الشمالية وفي صراع الشرق الأوسط، وفي مناطق أخرى كثيرة من العالم لم تكن في الحسبان، لابد أنها اكتشفت سبب ذلك، وهو أحاديتها وعدم استعانتها بالأمم المتحدة والمجتمع الدولي في كثير من مبادراتها الأحادية كغزوها للعراق على رغم أنف هيئة الأمم المتحدة التي لم تحصل منها على تفويض بذلك. كان في مقدور أميركا باعتبارها الدولة العظمى الوحيدة في العالم أن تعمد إلى تدعيم العمل الدولي المشترك وأن توسِّع من هامش تحرك مجلس الأمن الدولي، و"تعطي الخبز للخباز" كما يقال، ومن ثم تتحمل هي المسؤولية الأخلاقية باعتبارها الدولة العظمى المشرفة على إنفاذ الإرادة الدولية، ولكنها تنكَّرت لهذا الدور وتصرفت خارج الإرادة الدولية، ودون الاستعانة بها، ولذلك تجد نفسها اليوم "بلا خيار" ومضطرة لتجرع نتائج سياساتها الأحادية دون أن يهبَّ أحد لمساعدتها. أيمن الزنتاني - أبوظبي