محاولات الضغط والإحراج السياسي في الحالة العراقية، لا تتوقف عند حد أو على طرف معين، فالإدارة الأميركية تحاول إحراج الحكومة العراقية بفتح باب التفاوض مع فصائل المسلحين، والحكومة تحاول إحراج الطرف الأميركي بالمماطلة في حل الميليشيات المسلحة، ومن خلال علاقات تحت الطاولة مع إيران، أما المقاومة فتريد مزيداً من نزع الشرعية عن الحكومة، خاصة حين تعلن استعدادها لمفاوضات مشروطة مع الطرف الأميركي، بينما ترفض أي حوار مع الحكومة العراقية التي اختارها برلمان منتخب! وميدانياً، لازالت معركة الإرادات قائمة على أشدها؛ فالحكومة والقوات الأميركية، عجزا معاً عن القضاء على المقاومة، وهذه الأخيرة أخفقت في إخراج القوات الأميركية، وهو الشرط الذي رأت أنه ضروري وكافٍ لسقوط الحكومة! وحيث لا أحد من تلك الأطراف حقق إلى الآن سيطرته على معظم أنحاء العراق، فقد جاءت من هنا حالة الفوضى الضاربة التي نراها الآن، بل والأبواب المُشرعة على حرب أهلية بلا أفق! توفيق عدنان- العراق