كانت الصين الشعبية، ولعقود زمنية مديدة، مظلة حماية واقية لكوريا الشمالية خلال أحلك الظروف التي واجهها ذلك البلد، خاصة إثر انقسام شبه الجزيرة الكورية وما شهدته من حرب بين شطريها، الشمالي الشيوعي والجنوبي الرأسمالي، في خمسينيات القرن الماضي... لكن الصين بدأت تشيح بوجهها عن بيونج يانج، لا سيما بعد التجارب النووية التي نفذتها الأخيرة وتفاجأ بها القادة الصينيون، وذلك لأول مرة في تاريخ العلاقة بين نظامي بكين وبيونج يانج الشيوعيين! وإذا كانت الصين، ومعها كوريا الجنوبية، تعترضان علناً على فكرة العقوبات الاقتصادية الدولية ضد بيونج يانج، فذلك بسبب خشيتهما من حدوث مضاعفات إنسانية على حدودهما القريبة! وتبقى الدلالة الرئيسية للتحول الذي أصاب علاقة الجانبين، هي أن العالم قد طوى صفحة كاملة من تاريخ العلاقات الدولية، وأن أساس هذه العلاقات في المرحلة الحالية، هو المنافع والمصالح المتبادلة أو المتوقعة! محمد كريم- الدار البيضاء