في مثل هذه الأيام، فقدت دولة الإمارات وشعبها، ومعهما الأمتان العربية والإسلامية، قائداً تاريخياً فذاً بلا مثيل، هو باني دولة الإمارات ومؤسس صرح اتحادها المتين، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله تعالى". كان غياب زايد خسارة كبرى للجميع، وذلك من عدة أوجه؛ فهو رجل اشتهر بحكمته العميقة التي لمسها الكل وتجسدت في خطط ومناهج كانت السر الأهم وراء هذا البناء المحكم لكيان الدولة وهياكلها الكبرى، كما كانت شخصيته الملهِمة أكسير العلاقة الحميمة التي لا انفصام فيها بين القائد والشعب، أي أساس ذلك التمازج والتواصل العفويين اللذين ميزا مسيرة الإمارات منذ تولى الشيخ زايد مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي. كذلك من أوجه الخسارة التي يمثلها غياب الشيخ زايد، أن العمل العربي المشترك فقد إحدى دعاماته الأساسية، وذلك بالنظر إلى ما كان يضطلع به زايد من جهود لرأب التصدع في العلاقات العربية- العربية، ولأنه لم يتأخر مرة واحدة عن السعي إلى ما تقتضيه مصالح الأمة العربية، وبالنظر إلى ما كان يوليه من عناية ودعم وعون للمحتاجين في سائر بلاد العروبة. كان الشيخ زايد "رحمه الله تعالى"، واحداً من عظماء التاريخ العربي، دون مبالغة، وكانت له على الدوام مكانة سامية في قلوب الناس، ومن ثم فغيابه لم يكن أمراً هيناً أو سهل التحمل، لكن مع ذلك فرسالته ومنهجه وفضائله العامة والشخصية... كل ذلك آل، وبفضل الله تعالى، إلى أيدٍ أمينة ومخلصة وعلى قدر المسؤولية، ترعى العهد وتقيم العدل وتصون الحق وتنصف المظلوم وتبني صروح المستقبل... فليحفظ الله صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وإخوانه حكام الإمارات وولي عهده الأمين، آمين. نادر المؤيد- أبوظبي