ورطة بريطانية في العراق وأفغانستان... واتصالات سرية بين لندن ودمشق الصعوبات التي تواجهها بريطانيا في العراق وأفغانستان، وفوز "لولا دا سيلفا" في انتخابات الإعادة البرازيلية، والاتصالات السرية بين لندن ودمشق، موضوعات نعرضها ضمن إطلالة أسبوعية موجزة على الصحافة البريطانية. "الآن لدينا التزام بالبقاء في العراق": اختارت "الأوبزيرفر" هذا العنوان لافتتاحيتها يوم الأحد الماضي، والتي تناولت فيها الصعوبات المتزايدة التي تواجهها القوات البريطانية العاملة في العراق. تقول الصحيفة إنه قد تبين من خلال استطلاع للرأي تم إجراؤه الأسبوع الماضي أن 60% من البريطانيين يريدون خروج قواتهم من العراق بحلول نهاية العام الحالي. وترى الصحيفة أن تحقيق هذا الانسحاب غير ممكن مع وجود توني بلير وجورج بوش على قمة السلطة، وأن بريطانيا وأميركا مطالبتان في الوقت الراهن بإعادة النظر في أهدافهما خلال مرحلة ما قبل الغزو، وأن تتخليا عن حلم إقامة ديمقراطية مزدهرة في العراق، والاكتفاء بما يعرف بأفضل سيناريو ممكن في الظروف الحالية، والذي يتمثل في استمرار العراق قائماً ككيان واحد، وإنشاء مؤسساته الديمقراطية، والتأكد من أن قواته الأمنية قد أصبحت أقل فساداً وأكثر صعوبة على الاختراق من قبل المليشيات. وترى الصحيفة أن بريطانيا مطالبة قبل التفكير في الانسحاب بالإجابة على سؤال محدد هو: هل يؤدي وجودها العسكري هناك إلى مساعدة العراق على بلورة هذه الأهداف أم أنه يعوق ذلك؟ على أن تقوم باتخاذ قرار المغادرة وتحديد توقيته بناء على إجابة ذلك السؤال، فهذا هو أقل التزام يجب أن تلتزم به أمام شعب العراق. "فرصة لولا الأخيرة": تحت هذا العنوان تناولت "الديلي التلغراف" في افتتاحيتها أول من أمس الثلاثاء فوز الرئيس البرازيلي "لولا دا سيلفا" بالجولة الثانية من الانتخابات البرازيلية. الصحيفة تقول إن إعادة انتخاب البرازيليين لـ"لولا" تؤكد تفضيلهم لتيار "اليسار المعتدل"، الذي يمثله، وذلك على الرغم من أن الرئيس البرازيلي قد فقد الهالة التي كان يحظى بها، عندما انتخب للمرة الأولى، بسبب فضائح الفساد التي أحاطت بحزبه. الصحيفة تقول إن برنامج "لولا" المسمى "بولسا فاميليا"، والذي يتم بموجبه دفع إعانة شهرية إلى 11 مليون أسرة برازيلية من الأسر الأشد فقراً حتى تتمكن من مواصلة تعليم أبنائها قد ضمن له التفوق في انتخابات الإعادة. وترى الصحيفة، أن "لولا" مطالب إذا ما أراد المحافظة على ثقة وحب البرازيليين أن يعمل على تطهير حزبه من الفساد الذي تفشى بصورة كبيرة في الفترة الأولى، والعمل على تعزيز النمو الاقتصادي الذي لم يتجاوز 2,5 في المئة على مدار الأربعة أعوام الأخيرة وذلك عن طريق اتباع الآليات الاقتصادية، التي يمكن أن تحرر الاقتصاد البرازيلي من عقاله، وتتيح له الاستفادة من طاقاته الكامنة، والعمل على تقليص مظاهر عدم المساواة والفوارق الهائلة بين الأغنياء والفقراء في البلاد. * "وزير الدفاع البريطاني يتعرض لانتقادات حادة": يتناول التقرير الإخباري المنشور في عدد "التايمز" الصادر أمس الهجوم الحاد الذي تعرض له وزير الدفاع البريطاني بسبب عودة مقاتلي "طالبان" إلى مدينة "موسى قالا" الواقعة في شمال مقاطعة "هلمند" المضطربة، والذي اعتبره بعض المراقبين في أفغانستان انتصاراً سياسياً وعسكرياً للحركة التي قال الحلفاء إنهم قد قضوا عليها. وكانت عودة مقاتلي "طالبان" قد أثارت بحسب التقرير جدلاً عنيفاً في مجلس العموم، حيث اتهم نواب بريطانيون وزير الدفاع "ديس براون" بالإخفاق في إدراك خطورة الوضع، وإقدامه على الانسحاب من المدينة دون حساب التبعات التي يمكن أن تترتب على ذلك، وهو ما أدى إلى عودة مقاتلي "طالبان" إلى المدينة التي تحولت إلى ملاذ لهم، بل ويُقال أيضاً إن أكبر أربعة مسؤولين إداريين في مدينة "موسى قالا" في الوقت الراهن يعملون كواجهة لـ"طالبان". وبحسب التقرير، فإن وزير الدفاع البريطاني قلل من أهمية فكرة عودة نفوذ "طالبان"، وإنْ كان قد أعرب عن شعوره بالإحباط لظهور مقاتلي الحركة مجدداً في تلك المدينة. وهذا الرد من جانب الوزير عرَّضه إلى الهجوم من جانب نواب البرلمان الذين قالوا إنه كان يتوجب عليه أن ينتبه لحقائق الواقع قبل أن يقرر الانسحاب من تلك المدينة عقب صفقة مع زعماء القبائل المشتبه أصلاً في ولائهم لـ"طالبان". * "مبادرة بريطانية سرية تجاه دمشق": تحت هذا العنوان تناول تقرير "الفاينانشيال تايمز" في عددها الصادر أمس الأربعاء الاتصالات السرية التي قامت به حكومة بلير مع سوريا في محاولة لإقناعها بالتوقف عن دعمها للجماعات الإرهابية وهي مبادرة، يرى كاتبا التقرير "رولا خلف وجيمس بليتز"، أنها لا تتفق مع الخط العام للسياسة الأميركية القائمة على عزل النظام السوري. وجاء في التقرير أن كلاً من لندن ودمشق قد اعترفت بأن السيد "نيجل شينوالد" كبير مستشاري بلير للشؤون الخارجية، قابل بشار الأسد وعدد من كبار المسؤولين السوريين خلال الزيارة السرية التي قام بها لدمشق. وعلى الرغم من أن بريطانيا قد حافظت على علاقاتها مع سوريا إلاأن الزيارة الأخيرة، تعد أول لقاء يجري على هذا المستوى بين البلدين منذ أن بدأت حرب العراق عام 2003. وأشار كاتبا التقرير إلى أن الاتصالات مع سوريا قد تكثفت عقب الحرب التي اندلعت صيف هذا العام بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني وكان أبرزها اتصالات من جانب دول أوروبية ترى أن التعامل مع سوريا ضروري لإقناعها بالبعد عن دعم الحركات الإرهابية، وإعادة النظر في تحالفها مع طهران، وللتشاور معها بشأن مستقبل الأوضاع في العراق. غير أن مصادر سياسية في بيروت أعربت عن اعتقادها بأن سوريا قد تطلب إلغاء التحقيق الذي تجريه معها الأمم المتحدة في مقابل تغيير سياستها الخارجية وهو ثمن قد يجده الغرب باهظاً للغاية. إعداد: سعيد كامل