بعد أزيد من 17 عاماً على وصولها إلى سدة السلطة، لم يعد لدى جبهة "الإنقاذ" التي قادها كل من الجنرال عمر حسن البشير والدكتور حسن عبدالله الترابي، وأطاحت بالحكومة المنتخبة التي كان يرأسها الصادق المهدي، أي شيء تقدمه لتبرير بقائها في الحكم! فحرب الجنوب التي وعدت بحسمها عن طريق قوة السلاح، لم تنتهِ إلا بعد أن ضاعف السودان خسائره خلال الأعوام المنقضية من هذه الحرب، ومن خلال اتفاق أرغمت بموجبه الحكومة المركزية على تقديم تنازلات مؤلمة! لكن ما أن حدث ذلك حتى فتح السودان أبوابه على حروب مشتعلة في غربه وشرقه وشماله، حيث جاءت حرب دارفور بعنفها المدمر لتجعل السودان ينسى كل حروبه السابقة، وها هي هذه الحرب تثبت فشل مشروع "الإنقاذ"، بل تدق مسماراً آخر في نعشه! وثبت قبل ذلك وبعده، عجز إسلاميي السودان عن أخذه إلى بر الأمان، حين انقسموا على أنفسهم وبدؤوا يكشفون مستور بعضهم بعضاً، لتتداعى "الإنقاذ"، وها هي تكاد تصبح جثة ميتة رغم محاولات الإنعاش الصناعي غير المجدية! سيد محمدالأمين- القاهرة