يبدو أن أشياء غير قليلة أخذت تتغير سريعاً في عالمنا اليوم، بما في ذلك المواقف والرؤى التي تتبدل هي الأخرى على عجل! فالكاتب يوسف إبراهيم، وكنت أقرأ مقالاته منذ نحو ثلاثة أعوام وأراها طافحة بالتأييد المطلق لغزو العراق، إلى حد شعرت معه أحياناً وكأن له ثأراً شخصياً تجاه ذلك البلد... أصابه التغير هو أيضاً، وصارت مقالاته ذات نفَس مختلف إلى حد كبير! ففي مقالته الأخيرة "عربة التغيير الأميركية تتعطل في العراق"، والمنشورة هنا الجمعة 27 أكتوبر 2006، يقنّطنا من كل ما سبق أن بشر به قبل ثلاثة أعوام؛ فنجاح "المشروع الأميركي" في العراق أصبح مستحيلاً، وتحقق النظام الديمقراطي هناك أيضاً مستحيل، وفرض الأمن والسيطرة مستحيل كذلك، والنهوض الاقتصادي وإعادة الإعمار مستحيلان أيضاً.. وغير ذلك كثير مما بات على العراقيين أن يصرفوا النظر عن مجرد التفكير فيه! عجبي ليوسف إبراهيم حين يلحق مجمل الوضع الحالي في العراق بوصفه نتيجة لأسباب لا تمت له بصلة، وذلك بقوله إن "القتال الذي يدور في العراق لم يكن قتالاً تسبب فيه الأميركيون، ولكنه كان قتالاً محتماً حدوثه، وهذا القتال يحدث في أماكن أخرى من العالم العربي... سواء أكان بسبب الثقافة القبلية السائدة والعاجزة عن التصالح مع التعددية وقبول الانخراط في المجموع، أو بسبب الموقف من الآخر"! إذن لنبحث عن الأسباب الحقيقية في رؤوس العراقيين، وليس في الوقائع والقرارات وحاملات القنابل الأميركية! ما أغربه من تفسير وما أقربه إلى التصنيف العنصري، إذ يمعن في الحط من شأن ثقافة، هي الثقافة العراقية بالذات، ناعتاً إياها بتلك النعوت والأوصاف! أسماء أحمد- أبوظبي